مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 11 شوّال 1445هـ

الفجر
04:34 ص
الشروق
05:55 ص
الظهر
12:21 م
العصر
03:49 م
المغرب
06:46 م
العشاء
08:16 م
المشاهدات : 28867
التعليقات: 0

لم استطع اكمال قهوتي

لم استطع اكمال قهوتي
https://www.alshaamal.com/?p=118120

هاهو يستيقظ صباحاً ، يخشى التأخير ومتعجل وغير صبور ، تواجهه في البيت قبل خروجه امور يعتبرها عقبات فعاداتًًٌ مثل تفريش الأسنان تعد مملة وطويلة ، عوضاً عن تسريح شعره ، وارتداء ملابسه ،وماذا عن المكياج ؟ وتسريح الشعر الطويل لو كانت سيدة!؟

هاهو الآن في المصعد يقول في نفسه (ماذا لو انقطعت الكهرباء )؟مجرد التفكير في انه قد يهبط على الدرج يجعل انفاسه تتغير..

هو الآن في المصعد ويتمنى لو كانت سرعته مضاعفة مثل مصاعد الأبراج ليصل لباب سيارته ..

هل نحن من الذين يغلقون صفحة انترنت تطلب تحميلها اكثر من ثلاث ثواني ؟ ويضغط ساحباً على مقاطع الفيديو ليتجاوز بعضها ليفهم مضمونها متعجلاً حتى لو فقد متعته؟
هل تستخدم تسريع المقطع في اليوتيوب الى سرعة اعلى بصفة مستمرة ؟
هل تسرحي شعر ابنتك وانتِ تراجعين جدول اعمالك او محادثات فاتتك على هاتفك؟
هل تعد قهوتك وانت تحادث الهاتف وتربط حذاءك وتحلق بتفكيرك هل استطيع الذهاب للسوق لاأشتري ماطلبته والدتي اليوم ام لا ؟ هذا ونحن لازلنا في بداية يومنا !
هل نعيش لحظتنا ؟ ام ان وضعنا القلق هذا منعنا بالخلوة مع انفسنا والاستمتاع بكوب من القهوة بدون تبريده بكوب قهوة آخر حتى ننتقل لما بعده ؟
هل اكملت كوب القهوة؟ او ومنعني شيء ما من ايقاف خليط الأفكار ذو الرتم السريع من الاندماج في لذة التفكير في اللاشيء والاسترخاء؟
عدم الوعي بحاضرك وجماله واحساسك بانشغالك الدائم هو مايسمى (باضطراب العجلة) وسنتطرق في موضوعنا هذا لنكشف اسبابه وعلاجه .
الا تشعر/ي انه من واقع حياتنا وما حولنا من المستجدات المتسارعة يتحتم على منظومة علم النفس وعلم الاجتماع _والتي تعتبر من العلوم الحديثة _يتحتم ان يكون لها تحديث واصدار مستجد ؟
سلوك العجلة المستمر ربما يكون لأحد الأسباب التالية
_الوقت مهم والوقت يساوي المال وكثرة الواجبات والالتزامات وتكاليف الحياة وقلة الدخل في مقابلها تجعل الشخص يسعى لأكثر من وظيفة او وقت اضافي في وظيفته ، فيكون اكثر حرصاً على وقته وخاصة ان وقت الراحة والترفيه تضاءل واصبحت قيمة الوقت الماساً في نظره.
_اصبحنا نعيش في عالم لانهائي من الايميلات والمقالات التي تستحق القراءة ونشعر بتحدي امامها وجاءت المشتتات ورفعت قيمة الوقت بوسائل التواصل فأصبح كل شخص يولد في العالم له حساب فمن سيشعر انه انتهى فعلياً من قراءة مقالات فقط من اهتم لحساباتهم ! نتحدث هنا فقط عن الشعور !
_تعددت القنوات والأفلام والمسلسلات والتطبيقات وزاد التوتر من حيرة الاختيار .
_ضغوط العمل والطاقة التي استنفدت الوقت تجعل الرغبة في الترفيه ملحة بالمقابل وتجد ان الكثير امامك من وسائل الترفيه ولايوجد وقت .
_التقنية الحديثة والهواتف الذكية جعلتنا نشعر ان الوقت يمر سريعاً وكأننا تبرمجنا تقليداً ومحاكاةً لها فصرنا نتخيل اننا اسرع واكفأ والحقيقة اننا ضحية لها .
_اجريت دراسة على مجموعتين احداها تستخدم التكنولوجيا بشكل دائم والأخرى نادراً ، فنتج عنها ان المجموعة الاولى تشعر بالخمسين دقيقة وكأنها ساعة خلال جلوسهم في غرفة لشعورهم ان الوقت يمضي اسرع من الواقع .
_اشباع الرغبات الفوري بمجرد ضغطة زر من تاكسي الى مطاعم وكل وجهاتك وجوجل ماب ومراجع ابحاث الدراسة وغيره ، فلو لم نجد غايتنا منها سنشعر اننا نفوِّت وقت امرٍ ملح يجب علينا القيام به .
هناك احصائية تقول ان اكثر من خُمس مستخدمي الانترنت يغلقون اي مقطع فيديو يستغرق تحميله اكثر من خمس ثواني ، وكذلك مواقع النت لو وجدوها اقل سرعة من موقع منافس بأكثر من ٢٥٠مللي من الثانية ( المللي ثانية =واحد على الألف من الثانية ).
هل ماتعاني منه هو اضطراب العجلة ؟
عدم اعطاء اللحظة وجمالها حقها وعجزك عن تأمل تفاصيلها هو ماتشعربه الآن .
انت تعاني من اللهاث والعجلة المستمرة والوقت الضيق ، فتسعى للإسراع لإنهاء مهامك وتقلق لو تأخرت اذن انت لاتعي الحاضر وتعيش المستقبل فلو توقفت للراحة لشعرت بالذنب .
من علاماته انك قد تنتقل من طابور الى اخر باحثا عن الاقصر ، وقد ترتدي ملابسك معكوسة .
نأتي الآن على اضراراه :
الاستعجال يشبه السكر وهو حاله مشوهه من الوعي تجعلك تتخذ قرارارت مبنيه على مشاعر غير منطقية.
يرفع الاستعجال مخاطر الاصابه بالنوبات القلبية فنفاد الصبر يؤدي الى التوتر ويشعر بالغضب ويسد الشرايين .
الضغط المستمر يرفع الكورتيزول مسبباً مشكلات صحية مزمنة .
العقل في حالة تنبيه مبالغ فيه فلايحصل صاحبه على الاسترخاء .
كيف تساعد نفسك على عدم العجلة؟
_اجعل الوقت صديقك ، حتى فلو شعرت انه عدوك فسيهرب حتماً ، ضع الأهم ثم المهم حسب الميزان الحقيقي .
_هل تؤدي ماهو فوق طاقتك؟ ركز على المهم وان لم تستطع اداؤه اطلب المساعدة .
_حاول ان تفعل الأمور بروية من منظور طفل صغير لأن الوقت لايهمه ويعيش لحظته ولايهمه ماضٍ ولا مستقبل.
_الخوف من الفشل والرفض هو مايدفعنا للهاث والرغبة في ارضاء الجميع فلنواجه انفسنا.
_حدد وقت معين لهاتفك ولاتكن متاحاً طوال اليوم وقاوم هذا الشعور.
_الزم الجانب الأبطأ في الطريق ودرب نفسك على القيادة فيه .
_الانجاز في الوقت المطلوب شعور جيد ومهم ، لكن العجلة تقتل جماله تعرضنا للمرض عيش كل لحظه بتفاصيلها سواء في العمل او البيت ، فالأوقات الجميلة تمر سريعة وانت تضاعف سرعتها ضع مفكرتك جانباً قليلاً ومعها واجباتك وتنفس بعمق واكمل فنجان قهوتك .

بقلم أ. مريم سعيد سالم صالح
مدربة ومستشارة تطوير ذات واسرة

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>