الإنسان مفطور ومجبول على حب وطنه ، فحب الوطن غريزة في الإنسان ، ولا يقول غير ذلك إلا منتكس الفطرة كيف لا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم حين خروجه من بلده مكة المكرمة : ( والله إنك لأحب بلاد الله إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت )
هذه العبارة قالها النبي صلى الله عليه وسلم بالحزورة حين خروجه من مكة بعد حجة الوداع ، وقيل بعد فتح مكة ، وهي تدل على أن قلبه صلى الله عليه وسلم ما زال متعلقا بوطنه ، وأنه لولا إخراج قومه له منها ما خرج ولأقام بها ولم يهاجر مع أن مكة يوم خروجه منها مهاجرا كانت دار شرك يُمارس فيها الشرك وعبادة غير الله تعالى ، وكانت الأصنام تحيط بالكعبة من كل جانب
يقول هذا وقد لاقى من قومه في مكة ألوان الأذى
يقول هذا وكان قلبه الرحيم يتفطر وهو يرى أتباعه يعذبون ويؤذون ولا يستطيع نصرتهم
يقول هذا وهو ذاهب إلى البلد التي نصرته وآوته
إنه الوطن الذي يسري عشقه إلى القلوب
فكيف إذا كان هذا الوطن وطن التوحيد ونبذ الشرك
وطنٌ تقام فيه شعائر الإسلام
وطنٌ تطبق فيه الحدود
وطنٌ تهوي إليه أفئدة المسلمين في كل أرجاء الأرض
وطنٌ قد جعل الله عليه ولاة أمر حملوا على عاتقهم راية التوحيد وجعلوا القرآن والسنة دستورهم
لا شك أن محبته أعظم وميل القلب إليه أكبر
لقد كان هذا الوطن قبل أن يُوحَّد على يد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز يعبد فيه غير الله فيستغاث بالأموات ، ويطاف على القبور والأضرحة ، ويتبرك بالأشجار والأحجار
وكان الواحد إذا سافر لا يأمن على نفسه ولا على حريمه حتى أرسل الله سبحانه جندا من جنوده ، وما يعلم جنود ربك إلا هو ، فجاء الملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، فوحد هذه البلاد شرقها وغربها شمالها وجنوبها على التوحيد ونبذ الشرك وجعل دستورها الحاكم القرآن والسنة ، وطبقت الحدود وعمَّ الأمن والرخاء في أرجاء هذه البلاد
وهكذا سار أولاده من بعده على هذه السنة الحميدة غير مبدلين ولا مغيرين وما من واحد منهم يتقلد الحكم إلا ويؤكد على هذا الأمر ويطبقه في حكمه حتى رأينا الازدهار والتطور وأصبحنا في مصاف الأمم المتقدمة
إنها والله لنعمة عظيمة يحب أن نشكر الله عليها كما يجب أن نشكر من كان سببا فيما نعيشه الآن من أمن وأمان ورخاء حسدنا عليه الأعداء فاستخدموا كل أساليبهم للكيد بهذا البلد ولكن : (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وأدام علينا نعمته وفضله ورد كيد الكائدين في نحورهم وجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء آمين يا رب العالمين .
وكتبه / أ.د. خالد بن عبد العزيز الربيِّع
أستاذ الحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء
وكيل الكلية للشؤون الإدارية
ورئيس قسم الأنظمة
أحدث الأخبار
- 2021-12-01 عروس البحر الأحمر تزف “آل صالح “
- 2021-12-01 الشابان “سامي بن معيض” و “عبدالرحمن بن مفضي” يحتفلان بزواجهم في قرية البويب بحائل .. وتكريم خاص للإعلاميين بدروع تذكارية
- 2021-12-01 مستشفى الحرث العام يقيم فعالية “يوم مع والدي”
- 2021-12-01 مجلس شباب حائل يطلق مبادرة “زراعة” بالمنطقة
- 2021-12-01 امير تبوك يلتقي مدير فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة
- 2021-12-01 أمير تبوك يستقبل سفير اليابان لدى المملكة
- 2021-12-01 الأمير سعود بن جلوي يشهد توقيع اتفاقية بين وزارة الرياضة وأمانة جدة لإنشاء ملاعب ومنشآت رياضية في ثلاثة أحياء بالمحافظة
- 2021-12-01 الرئيس الفخري للجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع يدشن هويتها الجديدة بجامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام
- 2021-12-01 فرع وزارة الرياضة بالشمالية ينظم برنامج “قوة التحدي” بعرعر
- 2021-12-01 80 ألف زائر لمهرجان نصف مارثون الخبر الدولي
- 2021-12-01 أمانة الشرقية توزع 1300 شجرة من خلال عربة شرقية خضراء في حاضرة الدمام
- 2021-12-01 مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم يستقبل مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة
- 2021-12-01 كانت داخل حاويات “هيل” .. مكافحة المخدرات: إحباط تهريب (30,349,000) قرص إمفيتامين مخدر إلى المملكة
- 2021-12-01 “الطيران المدني”: غدًا يسري رفع تعليق القدوم المباشر إلى المملكة من (6) دول
- 2021-11-30 افتتاح القسم القنصلي بسفارة المملكة في كابل
صحيفة الشمال الإلكترونية

إقرأ المزيد
الوطن يسري عشقه إلى القلوب
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alshaamal.com/articles/65211/