ليس بخاف على ذي صلة أن الإعلام هو جيش من جيوش المعارك التي لا تكل ولا تنفك تقاتل وإن وضعت الحرب أوزارها. فهو سلاح ذو بأس شديد . يرفع من الوضيع ويضع ذا الشأن .. يهزم الجيوش قبل أن تبدأ المعركة .. يبني أحلاما وخيالات ليس لها من صلة مع الواقع ... يجمل البشع ويطمس الجمال ..يجعل الجلاد حملا وديعا والضحية ذئبا له أنياب...
نعم هو ذاك وأكثر.. والشواهد ما بين حاضرة وماضية كثيرة ..
هذا الموضوع له تشعبات كثيرة لكن ما أود الإشارة إليه على عجل هو العنصر البشري في هذه المنظومة العملاقة الخطيرة .. فالإعلامي يمكنه أن يجعل من هذه المنظومة خادمة لبلده والعكس... أعلم أن كثيرا من الإعلاميين أساؤا لبلدانهم بقصد أو بغير قصد ..ذلك عائد إلى من يتحكم في التوجه العام للإعلام. ومن يضخ المال ليحرف البوصلة باتجاه مصالحه.
وهنا يبقى لنا القول إن الإعلامي الذي يعمل تحت سقف مؤسسات بلده يجب أن يكون حذرا.. فما بين مهنيته وانتمائه لبلده خيط رفيع لا يحسن التعامل معه إلا المحترفين .. وهذا الخيط كاشف للانتماء الصادق من التبعية للأجنبي . والمهنية هنا تعني الإنصاف والمصداقية ونقل الواقع دون تشويه أو تجميل .. وهي تعني أيضا التزام الخط الوطني العام الذي رسمته المؤسسات الوطنية ذات الصلة .فليس مقبولا ان يعبث الإعلامي بإنجازات وصورة بلده بحجة أنه نزيه وأنه يتحرى المصداقية. وينسى المصلحة العليا للبلد في ظروفها الدقيقة الحساسة.