شارك فيه أكثر من 700 مهندس .. القطاع الغير ربحي يصدر استبيان لمعرفة التحديات التي تواجههم أثناء البحث عن عمل

حظي القطاع غير الربحي في ظل رؤية 2030 بدعم واسع مكّنه من تفعيل دوره في تقديم الخدمات الداعمة للمجتمع، ومساندة القطاع العام والخاص في تحقيق التنمية الوطنية، لذلك جاءت جمعية التوطين الهندسي استجابة لهذا الاهتمام الذي توليه رؤية 2030 للقطاع غير الربحي، إضافة إلى أهمية نشأتها في الوقت الذي أطلق المهندس محمد الروق رئيس مجلس إدارة الجمعية استبيانًا شارك فيه أكثر من 700 مهندس لمعرفة التحديات التي تواجههم أثناء البحث عن عمل، وقد اتضح فيه أن أحد أهم الأسباب التي تؤخر قبولهم في الفرص المهنية هي عدم معرفتهم الكافية بالمهارات اللازمة التي تؤهلهم لسوق العمل، ومن هذا المنطلق بدأت الجمعية في بناء رؤيتها التي تحث على إيجاد منظومة حيوية تعمل على بناء مهارات المهندسين السعوديين، والحرص على مواكبة ما تتجه إليه رؤية 2030.
يرى محمد السويد -عضو مجلس إدارة الجمعية- ضرورة توطين الوظائف الهندسية التي تعتبر من الوظائف الحيوية للاقتصاد، وذات الدخل الجيد، لذلك من المهم العمل على تهيئة المهندس السعودي وتمكينه لسوق العمل الهندسي، ومن هنا جاءت أهداف جمعية التوطين الهندسي التي تسعى إلى دعم شريحة المهندسين السعوديين من خلال خلق المبادرات التي تركز على تدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل، ومد جسور التواصل مع أصحاب الوظائف، إلى جانب استفادتهم من المبادرات الحكومية.
أما م. عبد الحميد العليان -نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية- فقد أشار إلى أن جمعية التوطين الهندسي تعمل على تأهيل الطالب الجامعي المتخصص في المجال الهندسي والخريج الباحث عن عمل بالمهارات والمعارف التي يحتاجها للدخول إلى سوق العمل، وتوعيته بالطرق الصحيحة للتقديم على مختلف الوظائف الهندسية، ومعرفة التوجه الصحيح لكل قطاع هندسي بما يتناسب مع مسار تخصصه الدقيق، وذلك من خلال إقامة المبادرات النوعية، والبرامج التدريبية التي تساهم في بناء مسيرتهم المهنية، كما تسعى الجمعية من خلال مبادراتها إلى كسب توجه الرؤية الحالي في توطين الوظائف الهندسية، بالإضافة إلى كسب قناعة القطاع العام والخاص بهدف الاستفادة من جهود المهندس السعودي.
انطلاقًا من سعي جمعية التوطين الهندسي لتهيئة المهندس السعودي لسوق العمل من خلال المبادرات التي تقدمها، فقد أتمّت أولى مبادراتها في شهر سبتمبر 2022 بالتعاون مع غرفة الرياض الممثلة بلجنة تقنية المعلومات والاتصالات وشركة كرير هب، وذلك بإقامة ملتقى التمكين الوظيفي للمهندسين الذي ساهم في تدريب 60 مهندس ومهندسة بهدف تنمية معارفهم ومهاراتهم في البحث عن عمل، ورفع جاهزيتهم للدخول إلى سوق العمل، وبمشاركة 50 شركة في ملتقى التوظيف الهندسي الملحق بالمبادرة، ساهمت في إتاحة الفرص الوظيفية للمهندسين المشاركين، وتوظيف أكثر من 85 مهندس. أكد م. عطالله الشمري -عضو مجلس إدارة الجمعية- أن هذه الملتقيات المدعومة من الجهات المعنية تخلق فرصًا مهنية وتطويرية واسعة، كما أن هذا الملتقى قد ترك أثرًا جيّدًا لدى المهندسين الحريصين على الانضمام لمثل هذه المبادرات سواء الباحثين عن عمل، أو حتى العاملين في المجال الهندسي، وذلك بهدف الارتقاء بمسيرتهم المهنية.
واستكمالًا لدور جمعية التوطين الهندسي في تقديم المبادرات الداعمة للمهندسين، فقد بدأت بتفعيل مبادرة المجتمع الهندسي الذي يُعنى بخلق مجتمع طموح يربط ما بين طلاب الهندسة من كافة الجامعات السعودية لتبادل المعرفة العلمية والخبرات المهنية، وقد كانت بدايته بانطلاق مجتمع الهندسة الصناعية الذي يركز على إبراز أهمية هذا التخصص على الصعيد الاقتصادي والصناعي والتقني، وإيضاح مجالاتها المتنوعة للطلاب والمهندسين. تشير قائدة المجتمع الصناعي شيماء الوادعي -طالبة في تخصص الهندسة الصناعية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- أن هذا المجتمع يهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز الاتصال والتكامل ما بين طلاب الهندسة الصناعية بهدف عقد اللقاءات الدورية التي تعمل على تقديم التبادل المعرفي، والبرامج التدريبية التي تعمل على تطوير المتخصصين فيه.
من جانبه يشير م. بندر ريس – المشرف المالي وعضو مجلس إدارة الجمعية- إلى أن المملكة تعيش حاليًا مرحلة توسع في مشاريعها التنموية التي من شأنها أن تدعم المهندس في مسيرته وتؤهله للحصول على فرص مهنية مناسبة، لذلك نحن في جمعية التوطين الهندسي نستمد طموحنا من هذه المشاريع الضخمة، ونأمل أن نعمل جنبًا إلى جنب مع القطاع العام والخاص لخدمة المهندسين، وتوفير سبل الدعم التي تعمل على تقوية مهاراتهم العملية المتعلقة بمجال تخصصهم الهندسي، إضافة إلى تمكينهم من خلال المعرفة العملية الكافية بما سيواجهونه في مجال العمل، وصولًا إلى أن يصبح المهندس السعودي جزءًا من دائرة الاستثمار محليًا، وعنصر دخل قوي للدولة، كما نأمل أن تكون جمعية التوطين الهندسي هي الوسيط المساند للربط ما بين المهندسين الشباب في أولى مسيرتهم المهنية وما بين أصحاب الأعمال الهندسية بهدف الاستفادة من خبرتهم العملية في المجال الهندسي.