( العادية )

العادية …
تلك المنطقة التي يتوارى فيها من أراد الراحة والهدوء والركون للاشيء ،وابتغى البعد عن ضجة كل مايشحذ الهمة ويطلب القمة ..
المكان الذي يُذم دائما كونه قد رسخ في عقولنا أنه مأوى الكسالى والمتراخين المهملين ..
برغم أن العادية من معانيها الشيء البسيط المعتاد الذي لايختلف فيه الشخص عن بقية الناس ولايرتفع عن مستواهم ..
ومع ذلك فالعادية والتي يمقتها أحيانا بعض الناس يذمها وينهى آخرون عنهاوعن الذهاب لزاويتها الساكنة،الصامتة التي لاتغري الكثير، مثل إغراء النجاح والإنجاز ..
هي ذاتها التي نحتاجها لنخرج قليلا من قالب المثالية المتطلبة ،والجهاد المتواصل ،واللهث الحثيث الذي يقصم ظهر عمرنا،ويأكل كل وقتنا ،دون شعور بالمتعة لأن طموحنا يطال السماء ،وأهدافنا تصل قمة الجبال وآمالنا تغزوا الفضاء، وننظر من أجلها دائما لعين الشمس ..
يأتينا وقت نكتشف فيه حاجتنا الماسة لها ، وبحثنا الجاد عنها،لنرتاح ولو قليلا من لهثنا المستمر خلف نوع محدد من السعادة،ونمط مختلف من المعيشة ،
وكذلك للخروج المتعمد عن إطارنا العملي المعتاد الجامد الشديد الذي أحطنا به صورة هذه الحياة الواسعة الجميلة في أعيننا الصغيرة المرهَقة ..