كالغيث

يوجد فئة من البشر خصهم الله بميزة عظيمة في الحياة ؛ميزة العطاء هم كالغيث أينما وقع نفع .
وجودهم خير بسمتهم شفاء كلماتهم بلسم
نظراتهم رحمة تواجدهم بيننا نعمة تستحق الحمد والثناء والشكر .
يمر الإنسان بفترات صعبة وظروف قاسية وضغوطات
تهتز فيها أركانه لا يجد سبيل للفكاك منها تجعله يعتصر ألمًا ، وفي تِـيْه هائمًا باحثًا عن النجاة .
وماهي إلا أيام حتى يأتيه فرج الله على هئية يد حانية تربت عليه من حيث لا يعلم ،
يأتيه فرج الله على هئية أناس يحملون الخير في نفوسهم وقلوبهم هم لا يريدون شيء سوى أن يرونه بخير .
هؤلاء هم الغيث الذي يمنحه الله لعباده الصابرين في اللحظات الصعبة القاسية .
قال تعالى : ( سنشد عضدك بأخيك ) .
فرب أخ وأخت لم تلده أمك ؛
هؤلاء الفئة من الناس نجدهم في كل مكان وزمان
العطاء جميل ويسير جدًا بالنسبة لهم ؛
العطاء الذي أقصده ليس المال لأن المال جزء وإن كان عطاء ؛
وإنما العطاء المعنوي هو الكل .
العطاء كلمة ، بسمة ، إنسانية ويد حانية تمنحك قوة تدفعك تجعلك تكمل المسير ولا تتوقف أمام عثرات الحياة .
العطاء المعنوي لا يستطيعه كل إنسان لأن الله خص به فئة من عباده ، تجدهم دومًا في حاجة إخوانهم بلا سمعة ولا رياء لا يبتغون سوى الأجر والثواب من الله .
يأتوننا في الوقت المناسب وفي اللحظة التي لم نبحث عنهم ؛
هكذا هم لديهم ملكة الحس والإحساس بالآخرين مجردين من الأنانية ؛
قال تعالى : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) .
الإيثار المادي الذي يخالطه الإيثار المعنوي السامي ؛
” والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ”
وهذا من كمال الإيمان الذي في قلوبهم وحسن التوكل والظن بالله .
هؤلاء لا يعلم بهم وبحالهم سوى الله ، بورك فيهم ولهم وعليهم وجعلهم الله من عباده المقربين اللهم أجعلنا منهم ومن عبادك المؤمنين المباركين المقربين وأجعلنا كالغيث يعطي من يحب ومن لا يحب وأينما وقع نفع آمين .