الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 43873
التعليقات: 0

مازلت هناك

مازلت هناك
https://www.alshaamal.com/?p=296749

عالم الدهشة هو عالم الطفولة، تكون العيون مفتوحة على قدّر اتساعها لتستقبل كل جميل ومدهش حولها في هذا العالم.
الأطفال يملكون القدرة الرائعة على التعبير عن إعجابهم ودهشتهم بكل شيء .
ففي عوالمهم الصغيرة،يعيشون لحظات الدهشة بكل براءة وفرح، و بخيالهم يتجاوزون حواجز الزمان والمكان بسهولة. هم يرون العالم بعيون بريئة، لا تفسدها التوقعات المنطقية وهذا هو سر الطفولة.
تعجبني فكرة ان الأطفال مؤمنون بأنفسهم وأنهم شجعان ويظنون ان لديهم القدرة على صنع اي شئ ،،فلا قيود تربطهم، مازلت أذكر ذلك اليوم من طفولتي وكأنّه حدث البارحة…كنا ثلاثة نقف أمام البقالة، نحدّق في رف المثلجات ، وقلوبنا انا واخي و اختي تذوب أكثر من تلك المثلجات في عزّ ذلك الصيف.
كان معنا مبلغ لا يكفي حتى لشراء نصف قطعة ! نظرت أنا وأختي إلى أخي الأكبر، و كأننا ننتظر منه معجزة!

ركض إلى البيت وركضنا خلفه بدون تردد ، دخل المطبخ، وجاءنا بعدها وهو يحمل شيئًا ، تشكيلات تشبه الاهرامات او الاسطوانات بنية اللون وهي بعيدة كل البعد في شكلها عن تلك المثلجات التى كانت في بقالة ابو علي!
وعندما اقترب اخي شممنا رائحتها !
اها. إنها معجون التمر قد شكّله بيديه الصغيرة وغرسها على رأس ثلاثة ملاعق.

جلسنا على عتبة البيت نأكل “اختراعه ” بإعجاب كأننا نحمل أغلى حلوى في العالم، لقد أدهشنا فسُعدنا ورضينا !

تلك اللحظة، بكل بساطتها، مازلت تُشعرني بانني هناك.
يظلّ هناك في الخاطر سؤالًا يلحّ عليّ: هل انتهت طفولتنا إلى الأبد؟وهل يُمكن – بل هل يحقّ – لنا أن نستعيدها؟ و عندما امر بقرب من اطفال يلهون ويركضون هنا وهناك وضحكاتهم تملأ المكان ،، تظهر الإجابة بكل ثقة نعمً!
نعم يحقّ لنا أن نعود، و نلمس تلك البساطة، و أن نستنشق رائحة الألوان ، وان نلطخ أيدينا بمربعات الصلصال ،، نحن ندرك أن الطفل لا يحتاج للكمال بل للخيال، ولمَن يُشاركه الدهشة والفرح بما هو متاح.
ولعل هذا هو احد الأسباب الكثيرة التي جعلتني أكتب للطفل.لأن الطفلة التي تسكن داخلي ما زالت تندهش، وتفرح، وتصدّق الحكايات.
ما زالت تضحك حين تطير الفراشة فجأة، وتشعر بالانتصار إن وجدت ريالا متهالك تحت الكنبة.

ما زالت تحب من يصنع لها العالم من تمر.
وعندما يسألني احدهم “لماذا اخترتِ الكتابة للطفل؟”
أجيبهم بدون تفكير:
“لأنني مازلت طفلة و لم أكتفي من الحكايات بعد.”
بعضهم تصيبه الدهشة من اجابتي فأرى نورًا يشعّ من عيونهم و ترتسم تلك الابتسامة التي لا تصنعها المجاملات، بل الذكريات.
وكأن أحدهم رأى طفله يطل من بين طيّات الزمن، يلوّح بخجل ! نعم هذا مافعلته الدهشة في تلك اللحظة وكأن وقودا سُكب فيها و اشعل مصباحاً ليرى طفله يقبع هناك في ظلام النسيان،،
حين نكتب للطفل، نحن لا نسليه ونعلمه و نُربيه فقط، بل نُربّت على أكتافنا الصغيرة التي كبرت قبل أوانها. نحن نعيد لقلوبنا ما فقدته في الزحام.
نحن نُخبر العالم من حولنا : “نعم، ما زال فينا شيء من طفولتنا .”
لذلك صديقي لا تخجل من أن تعود طفلًا.
ففي داخل كل منا طفله الصغير، الذي ما زال يصدّق الحكايات، ويفرح بقطعة تمر.
فعند الدهشة تتحقق معجزة ما !
كن طفلًا مندهشًا عند سعيك لتحقيق ما تريد .
لذا دعني اسألك متى اخر مرة شعرت فيها بالدهشة
و مالذي أدهشك !؟
الطفولة ليست مرحلة تنتهي، بل هي كنز نُخبّئه داخلنا.

ليلى سعد القحطاني ✍🏻🦋

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>