الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 33069
التعليقات: 0

*بين عجلة الحياة… وأربعة أسئلة تُخلّدك*

*بين عجلة الحياة… وأربعة أسئلة تُخلّدك*
https://www.alshaamal.com/?p=300160

بينما كنت أتأمل سؤالًا بسيطًا لكنه جوهري:
“كيف نستثمر لمستقبلنا؟”
مرّ أمامي إعلان عن أهمية الادخار والاستثمار المالي، وعن الاستعداد لحياة مالية آمنة ومزدهرة.

توقفت عنده قليلًا… وسألت نفسي:
هل المال وحده يكفي كاستثمار للمستقبل؟
أم أن هناك جوانب أعمق تُهمل غالبًا، وهي أولى بأن نمنحها الوقت والنية والاتجاه؟

تذكرت حديثًا نبويًا عظيمًا، يُعيد ترتيب البوصلة:

❝ لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه،
وعن شبابه فيما أبلاه،
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه،
وعن علمه ماذا عمل فيه. ❞
(رواه الترمذي)

وهنا بدأت الرحلة…
رحلة إعادة ترتيب عجلة الحياة،
لكن هذه المرة… من منظور نبوي خالد.
من خلال أربع زوايا جوهرية، تُكوّن لبّ وجودنا، وتحدد مصيرنا.

🕰️ 1. “عن عمره فيما أفناه”

نحن غالبًا نخطط للسنة، للشهر، لليوم…
لكن الحديث يسأل عن العمر كلّه.
عن الاتجاه العام، لا عن تفاصيل الجداول.

فهل نعيش أعمارنا منسجمين مع رسالة داخلية؟
هل نضع هدفًا للعمر كما نضع هدفًا شهريًا؟
العمر ليس وقتًا يمرّ، بل قيمة تُبنى.

🌱 2. “عن شبابه فيما أبلاه”

سؤال خصّ به النبي ﷺ مرحلة الشباب رغم أنها جزء من العمر،
لأنها تحمل طاقة ومسؤولية أكبر.

في سنّ الشباب نملك الحماسة، والاندفاع، والمرونة…
لكن: أين ذهبت تلك الطاقة؟
هل وُجّهت للبناء؟ أم تاهت في الاستهلاك؟
هل كانت مرحلة وعي، أم مجرد انفعال؟

ربما علينا أن نعيد تعريف “الشباب”…
ليس كمرحلة عمرية، بل كرأس مال حيوي يجب استثماره بذكاء.

💰 3. “عن ماله… من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟”

في زمننا الحديث، صار الاستثمار المالي هو البطل الأوحد.
لكن الحديث لا يبارك المال لمجرد وجوده،
بل يسأل: من أين؟ وفيما؟
• هل اكتُسب من مورد نقي؟
• هل أُنفِق فيما ينفع؟
• هل استُخدم لخير؟
• هل خدم به إنسان؟

المال ليس هدفًا… بل وسيلة تُختبر بها نوايانا.

📚 4. “عن علمه… ماذا عمل فيه؟”

سؤال يجعلنا نتوقف طويلًا.
نحن في عصر تضخّم فيه العلم والمعرفة،
لكن: ما جدوى هذا العلم إن لم يتحوّل إلى سلوك وأثر؟
• هل استخدمنا معرفتنا لنرتقي؟
• هل علّمنا بها غيرنا؟
• هل طوّرنا بها ذواتنا؟
أم بقيت مجرد شهادات مؤطّرة؟ أو محتوى عابر لا يُلامس الواقع؟

🔄 عجلة الحياة… أم بوصلة النبوة؟

عجلة الحياة الحديثة تقسم الحياة إلى ثمانية جوانب،
وتدعو إلى التوازن بين الصحة، العمل، العلاقات، الترفيه، العطاء، والتطوير…

لكن النبي ﷺ أعطانا أربع زوايا متينة،
لو استقامت… لاستقامت معها العجلة كلها.

فبدلًا من التشتّت بين عشرات الأهداف،
لِمَ لا نضع هدفًا واضحًا لكل واحدة من هذه الأربع؟
• عُمري: كيف أعيشه بقيمة؟
• شبابي: كيف أستثمر طاقتي؟
• مالي: كيف أكتسبه وأستخدمه ببركة؟
• علمي: كيف أُترجمه إلى أثر؟

✨ خاتمة:

كل عجلة تدور… لكنها لا تُغني عن البوصلة.
والبوصلة، وضعها لنا رسولُ الرحمة…
في أربع أسئلة خالدة، تنتظر منّا الجواب.
لا في يوم المحاضرات… بل في يوم الحساب.

فهل تستثمر لمستقبلك حقًا؟
ابدأ من هنا…
فلعلّ الإجابة تكون نقطة تحوّل لحياة أكثر اتزانًا وخلودًا.

 

✍️بقلم: نوال الشمراني

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>