في زمن تتسابق فيه النجاحات وتتلألأ فيه الأضواء،
قد تشعر بأن لا مكان لك…
وأنك متأخر عن الحياة، وأن محاولاتك الصغيرة لا تُرى.
ولكن مهلاً…
هل الطموح أن تصل قبل الجميع؟
أم أن تسير بثبات، وفي قلبك يقين لا ينكسر؟
الطموح ليس خيالًا ولا رفاهية ذهنية،
بل هو الإيمان بأنك خُلقت لغاية عظيمة،
وأن ما بينك وبينها إلا سعيك الصادق.
قد يتأخر التوفيق، وقد يتعب قلبك،
ولكن من قال إن طرق المجد معبدة؟
قال تعالى:
﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النجم: 39]
فالجهد وحده كافٍ لتتقدم، وإن تعثرت.
الناجحون ليسوا أسرع، بل أكثر صبرًا…
والواصلون لم تُمهّد لهم الطرق، بل قاوموا وكملوا رغم الألم.
وكلما ضعفت، تذكّر:
﴿واصَبَرْ على ما أصابك إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: 17]
والله لا يخلف وعده:
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: 69]
كن طيبًا لدرجة يستمد الناس طموحهم منك،
كن مثالًا في صدقك، وصبرك، وإصرارك، واحترامك لنفسك وللآخرين،
فحينها، حتى وإن صمت، ستكون مصدر إلهام لمن حولك.
كن متأملًا في مسيرتك،
راقب خطواتك بانتباه، واستفد من كل تجربة تمر بها، واستمع لصوت أملك الداخلي،
فكل لحظة صبرٍ تحمل بذور نموّ، وكل تحدٍّ هو فرصة لتقوية عزيمتك،
لا تسرع في الحكم على النتائج، فالنجاح من نصيب من يثابر ويُقدر قيمة المضي قدمًا بصبر.
الختام:
فيا من تقرأ هذه الكلمات:
لست مجبرًا على الوصول بسرعة، لكنك مسؤول عن عدم التوقف.
كل خطوة تقربك، وكل إخلاص يرفعك، وكل نية صالحة تُكتب لك.
فلا تستهِن بطريقك، ولا تطفئ شعلة عزمك، ولا تنس أن الله يرى:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [التوبة: 120]
ابدأ، وامضِ، ولو ببطء…
فالوصول الحقيقي ليس إلى المكان فقط، بل إلى ما تصير
بقلم: لينا نبيل
طالبة في الثانوية الثانية تؤمن أن الطموح يبدأ من قلب صادق لا من منصّة عالية







