الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 44530
التعليقات: 0

(بين قل ،،، و قل ،،،تنقشع الضبابية)

(بين قل ،،، و قل ،،،تنقشع الضبابية)
https://www.alshaamal.com/?p=301200

في ميدان الحق، لا مكان لأنصاف الحلول، ولا موطئ قدم للمواقف الرمادية. لأنّ الحق، بطبيعته، لا يقبل التجزئة، ولا يرضى بالشراكة مع الباطل. فالحق موقفٌ تام، ورؤية واضحة، والتزام لا يعرف المواربة.

ومن يظن أن الحياد بين الحق والباطل فضيلة، دعني أخبرك بأنك تخلط بين التسامح والتخاذل، وبين الحكمة والتلون ولكن دعني أذكرك بموقف النبي محمد الذي تتحدث عنه سورة الكافرون للتتأمل الرفض الواضح و التام حينما عرض عليه الكفار أقتراحهم فجاء الرد كالسيف القاطع.

قال سبحانه وتعالى (قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) أكمل صديقي السورة وتدبر وتعلم ان تتخذ موقف صريح لنصرة الحق ، وكن شجاعا ولا تقدم التنازلات ، من الاخر لا تقف في الوسط .

حين تُعرض قضية عادلة، يظن البعض أن اللجوء إلى الحلول الوسطية نوع من التعقّل أو التوازن، لكن الحقيقة أن أنصاف الحلول في قضايا الحق هي خيانة ناعمة، وتنازل مبطن لا يخدم سوى الباطل وهي تمنح الباطل شرعية ضمنية، وتُشعر الناس بأن في كل طرف شيئًا من الصواب، في حين أن الصواب لا يقبل القسمة، وبهذا، تتحول المعركة من صراع بين حق وباطل، إلى سجال بين “وجهات نظر”، ويضيع جوهر الحقيقة تحت شعارات براقة مثل “الواقعية” و”المرونة” و”الحياد”.

الولاء للحق لا يقبل أنصاف المواقف ، فالموقف الرمادي هو وقوف في منتصف الطريق، لا يحسم شيئًا، بل يربك الصفوف، ويطيل أمد الباطل. ولعلّ أسوأ ما في أنصاف الحلول أنها تعلّق القضايا دون حلّ، وتؤجّل العدالة، وتُطمئن الظالم بأنه سيحظى دومًا بمن يتقبله.

عندما اتأمل سورة الإخلاص اجد أنها اعظم نموذج لرفض أنصاف الحلول هي عنوان واضح وصريح للبراءة من الشرك ،،، من الوقوف في الوسط ،، هي رفض لخلط الحق بالباطل.

المصلح يقف صريحًا، شجاعًا، صلبًا، مخلصا،مدركًا أن أي تراجع، ولو جزئيًا، هو اختلال في ميزان العدالة. فالحق لا يُنصر بالخطابات العاطفية، ولا بالحلول الرمادية، بل بالثبات والموقف الجريء الذي لا يترك للباطل منفذًا للتمدد أو الاستمرار.

إنّ التاريخ لم يذكر أولئك الذين وقفوا على الحياد، بل خلّد الذين انحازوا للحق، ودفعوا ثمن وضوحهم. لأنّهم عرفوا أن السكوت في حضرة الظلم مشاركة، وأن أنصاف المواقف لا تصنع إلا مزيدًا من الخراب.

ختامًا، في كل زمن، يظل الحق بحاجة إلى من يحمله كاملاً، لا من يساوم عليه باسم السلام أو الواقعية. فالحق، إن لم يُنصر بكامله، ضاع جُله، وانتصر الباطل مستندًا إلى “حكمة” أنصاف الحلول.

بين (قل ،،،،، و قل ) انطلق في مدارك و سترى النور وهذا النور يمنحك القوة.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>