الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 42340
التعليقات: 5

للغموض حقٌّ بالمرور

للغموض حقٌّ بالمرور
https://www.alshaamal.com/?p=302885

كان المقهى ساكنًا، أضواؤه خافتة، والموسيقى تتسلل كنسمة بالكاد تُسمع. جلسنا نطالع القائمة، حين اقترب المضيف بابتسامة عادية وقال برفق:
– “لدينا هذا المساء عروض خاصة على بعض الأصناف.”
ترددت صديقتي قليلًا، ثم أغلقت القائمة قائلة:
– “لا، شكرًا.” وبدا واضحا في نبرة صوتها الاستعلاء ولكن اظنه الغضب، وبعد لحظة اختارت من أغلى ما في قائمة الحلويات والمخبوزات.
ولمّا انصرف، التفتت إليّ بوجه ممتلئ بالاستياء، وقالت:
– “من يظن نفسه هذا؟ كيف يجرؤ أن يعرض عليّ القائمة المخفضة؟ هل يبدو أنني لا أستطيع أن أدفع؟” واستمرت في تأويلها للموقف ونسجت النظريات وووووو، ، وضاعت تلك اللحظات سدى وتمنيت أني لم اخرج من بيتي .
أصابتني كلماتها بالدهشة ، لم يخطر ببالي أن العرض كان إهانة، بل بدا لي مجرد جزء من عمله الروتيني، لا أكثر ، أما هي فقد صنعت من الموقف قصة كاملة،
و وضعت نفسها في المحور ، وألبست الموقف معنى لم يكن موجودًا أصلًا.
تأملت الأمر طويلًا ، و أصدقكم قولا لقد تعاطف معها ومع من مثلها و كيف هم يفسدون لحظاتهم لأنهم لا يرون الأشياء كما هي، بل كما ينسجها قلقهم الداخلي. يعيشون أسرى لتأويل مستمر، يقرأون في الألفاظ إشارات، وفي النظرات رسائل، وفي أبسط التفاصيل تهديدًا لكرامتهم.
اما في الحقيقة ،فإن هذه الحساسية المفرطة ليست فطنة وذكاء ، بل هشاشة تبحث عن طمأنينة مفقودة، إنهم يرهقون أنفسهم مرتين ؛مرة بتحليل ما لا يستحق، ومرة بفقدان متعة اللحظة كما هي.
رغبت بشدة أنها اخبرها ان العالم أبسط مما نتصور ، فمعظم الناس منشغلون بأنفسهم، ولسنا نحن محور حديثهم ولا بؤرة اهتمامهم كما نتوهم ، ما نراه إشارة شخصية قد لا يكون أكثر من عرضٍ عابر أو كلمة عادية. إذ لم يكن الامر واضح ولا يحتمل التفسير فمن حقك اتخاذ ردة فعل مناسبة ،،ولكن ليست كل الامور تؤخذ هكذا!!
لك الحق ان تشك وتدور في رأسك الظنون ولكن لاتنسى ان (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
وقد لخّص الرسول ﷺ هذه الحقيقة العميقة في قوله “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.”
في الاخير ، اعزائي ، خرجت من المقهى وأنا أردد في داخلي ، الراحة لا تأتي حين نفسّر كل ما حولنا، بل حين نسمح للأشياء أن تمرّ بخفة، كما هي… بلا أثقال ولا ظنون.
السلام ليس أن نفهم كل شيء، بل أن نترك للأشياء حقها في الغموض والمرور ، هذا ان كانت تحمل وجه الغموض أصلا ، دعوا الأشياء والأحداث تمر كما هي ،قلوبكم لها حق عليكم ، ونحن كذلك .

التعليقات (٥) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

  1. ٥
    زائر

    ماشالله تبارك الله…فكرة مقالك فكره فعلا
    موجوده عند كثير من الناس…..لذلك نجد التعامل معهم صعب جدا….وربطتي بالآيه الكريمه (ان بعض الظن أثم)

  2. ٤
    زائر

    كتابة التعليق

  3. ٣
    زائر

    جميل نعم نصف السعادة راحة البال و عدم إرهاق العقل بالتفكير المفرط دون حاجة لذلك

  4. ٢
    زائر

    الله يعينهم على انفسهم نوعيه متعبه و مريضه و تمرض اللي حوالينها

  5. ١
    زائر

    الله عليك يا ليلى كاتبه تعرف كيف تجذبك لمعنى المقاله . الله يوفقك

    اخوك حمود الكبيسي