الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

حوارات

ذيب العتيبي.. رحلة أوروبية بسيارة سعودية تحمل رسالة وطنية ومواقف إنسانية خالدة(حوار)

ذيب العتيبي.. رحلة أوروبية بسيارة سعودية تحمل رسالة وطنية ومواقف إنسانية خالدة(حوار)
Oplus_131072
https://www.alshaamal.com/?p=303248
تم النشر في: 29 أغسطس، 2025 2:33 م                                    
132568
0
aan-morshd
حوار: ليلى سعد القحطاني
aan-morshd

وراء كل رحلة عظيمة قصة تعب وصبر وإصرار، ووراء كل إنجاز صادق نوايا نقية وإخلاص للوطن.

لم تكن رحلة الأستاذ ذيب العتيبي مجرد تنقّل بين حدود وجوازات، ولا مجرد مغامرة سياحية بسيارة تحمل لوحة سعودية تجوب طرق أوروبا والمغرب، بل كانت جهدًا متواصلًا، وتخطيطًا دقيقًا، وتجربة إنسانية عميقة حملت في تفاصيلها رسالة وطنية خالصة.
أشهر من الاستعداد والتجهيز، وشهور من السفر والترحال، تحمل خلالها مشاق الطرق وتحديات القوانين وتفاوت الأجواء، كل ذلك ليُقدم صورة مشرّفة عن بلاده، وليجعل من كل محطة في رحلته نافذة تُطل منها هوية المواطن السعودي الأصيل، بهويته، وثقافته، وكرمه، وإنسانيته.
في هذا الحوار، يكشف العتيبي عن أسرار رحلته وتفاصيل مغامرته، ويروي المواقف الإنسانية التي لامست قلبه، ويبوح برسائل ملهمة يوجهها إلى الشباب السعودي خاصة، وإلى القارئ العربي عامة.
1. البداية.. كيف وُلدت فكرة الرحلة الأوروبية؟
وراء كل إنجاز حلمٌ طويل الأمد. الأستاذ ذيب العتيبي لم يكن مسافرًا عابرًا، بل خطط منذ سنوات ليجعل من رحلته مشروعًا يليق بوطنه.
من أين جاءت فكرة هذه الرحلة الطويلة؟ ومتى بدأت مرحلة التخطيط لها؟
يوضح العتيبي أن الفكرة وُلدت قبل جائحة كورونا، تحديدًا في 2018–2019، لكن الجائحة أخّرت التنفيذ. أوروبا كانت خياره الأول لسهولة التنقل بين أكثر من 20 دولة بفيزا واحدة ومن دون جمارك أو تفتيش. ومع رمضان الماضي بدأ التنفيذ العملي: تجهيز السيارة، شحنها إلى المغرب، تأمين الأدوات اللازمة، وحتى استخراج جواز خاص بالسيارة .

2. لوحة السيارة السعودية هي رسالة صامتة تُعرّف بهوية صاحبها أينما حلّ. العتيبي اختار أن تكون هذه الرسالة حاضرة في كل محطة من رحلته الأوروبية .
أنت معتاد على استئجار سيارات في رحلاتك حول العالم، فما الذي دفعك هذه المرة إلى اصطحاب سيارتك الخاصة؟
يقول العتيبي إن اصطحاب سيارته السعودية لم يكن مجرد قرار عملي، بل كان في المقام الأول رسالة وطنية؛ فقد أراد أن يرى الناس في طرق أوروبا لوحة سعودية تتحرك بينهم، رمزًا لوطنه وهويته، وصورة تذكّرهم بالمملكة ومكانتها. ويضيف أن وجود اللوحة أثار فضول الكثيرين وأسئلتهم، وهو ما منحه شعورًا بالفخر لأنه يمثل بلاده.
أما السبب الآخر فكان عمليًا، إذ مكّنه وجود سيارته الخاصة من حمل ما يقارب 300 كيلو من الأغراض (تمر، قهوة، ماء زمزم، هدايا) وهي أوزان لا تسمح بها رحلات الطيران، ليشارك بها الآخرين أينما حلّ.

3. التحدي الأبرز: رسوم الطرق السريعة
المغامرة لا تخلو من صعوبات، لكنّ أصعبها ما يكشف عن صبر المسافر وقدرته على التكيف.
 هل واجهتم مواقف صعبة أو أحداثًا مقلقة خلال الرحلة؟
يوضح العتيبي أن الرحلة خلت من المواقف الخطيرة، لكن التحدي الأكبر كان في أنظمة رسوم الطرق السريعة التي تختلف من دولة لأخرى. بعض الدول تشترط ملصقات، وأخرى تعتمد بوابات دفع، وأخرى ملصقات إلكترونية يصعب الحصول عليها أحيانًا.

4. الاستقبال في المغرب وإسبانيا
الاستقبال الحار هو أعظم وسام يناله المسافر، فكيف إذا كان ممزوجًا بالحب لمكة والمدينة.
كيف كان استقبالكم عند وصولكم إلى المغرب، وكيف وجدتم تفاعل الناس في المحطات الأولى؟
الإجابة: يصف العتيبي استقبال الشعب المغربي بالرائع والكرم الأصيل؛ إذ كانوا يذكرون مكة والمدينة بمجرد رؤيتهم للوحة السعودية ويدعون له بخير. وفي إسبانيا أيضًا لقي ترحيبًا كبيرًا من الجاليات المغاربية والعربية.

5. تفاعل الناس على الطرق الأوروبية
أحيانًا لا تحتاج للكلمات؛ تكفي إشارة من يد أو ابتسامة عابرة لتشعر أنك بين أهلك.
كيف كان تفاعل الناس معكم وأنتم تتجولون بسيارتكم السعودية؟
يقول العتيبي إن الناس كانوا يلوحون لهم أثناء مرورهم، وبعضهم يرفع علامة النصر تعبيرًا عن سعادتهم، خصوصًا في السويد وفرنسا حيث يقيم الكثير من المغتربين.

6. صورة المواطن السعودي في عيون الآخرين
المواطن هو سفير وطنه أينما حلّ، وصورته تنعكس على بلده كله.
 كيف تعكس رحلتكم صورة المواطن السعودي في الخارج؟
يوضح العتيبي أن السعودية لها مكانتها وثقلها العالمي، وأن الناس كانوا ينظرون إليه على أنه قادم من بلد مؤثر. كانوا يرحبون به بحرارة، ويستذكرون مواقف المملكة الإنسانية والسياسية.

7. نشر الثقافة السعودية في الرحلة
حين تحمل معك أصالتك، تصبح رحلتك جسرًا للتعريف بالثقافة والهوية.
هل حملتم معكم ما يعكس ثقافة المملكة؟
نعم، يقول العتيبي إنه اصطحب الدلة والقهوة والطيب والبخور، إضافة إلى الملابس السعودية، ليعكس أصالة بلده أينما حلّ.

8. رسالة للشباب السعودي
الكلمات البسيطة قد تكون وصية للأجيال، تذكّرهم بمسؤوليتهم العظيمة.
ما هي الرسالة التي تود إيصالها للشباب السعودي؟
يكرر العتيبي دائمًا: “كن خير سفير لبلدك.” فصورة الشاب في الخارج تعكس وطنه وأسرته ودينه. التعامل الطيب يرفع اسم السعودية عاليًا ويجعل الآخرين يقولون: “هكذا هم السعوديون.”

9. أجمل المحطات في الرحلة
هناك أماكن تترك بصمتها في القلب، لا يزاحمها أي مشهد آخر.
 ما هي أجمل الأماكن التي مررت بها؟
يؤكد العتيبي أن النرويج كانت الأجمل بفضل طبيعتها المهيأة للكشتات: أنهار، بحيرات، شلالات، وقمم ثلجية. ثم تليها النمسا وسويسرا بجمال طبيعتها الريفية.

10. مواقف إنسانية لا تُنسى
أحيانًا تكفي لحظة عابرة لتبقى خالدة في الذاكرة.
هل صادفتم مواقف إنسانية مؤثرة خلال رحلتكم؟
يروي العتيبي موقفين مؤثرين في المغرب، شكّلا بالنسبة له جوهر الرحلة وروحها الحقيقية.
الموقف الأول كان حين استوقفه رجل ورأى اللوحة السعودية على السيارة، فابتسم مرحّبًا وقال إنه يشتاق إلى مكة ويتمنى أن يشرب من ماء زمزم. عندها أخرج له العتيبي إحدى القوارير التي حملها معه من المملكة – وكان قد جلب ما يقارب عشرين قارورة – وقدّمها له. فما كان من الرجل إلا أن بكى بحرارة، وقد غلبه الشوق الذي حمله لسنوات.

يصف العتيبي هذه اللحظة قائلاً: “شعرت أن الله ساقني إليه في تلك اللحظة بالذات، لأحقق له أمنية كان يظنها بعيدة.”
أما الموقف الثاني، فكان في أحد المطاعم بالمغرب، حيث تعرّف العتيبي على رجل عمل سابقًا في مكة المكرمة. تحدّث الرجل بحنين إلى تلك الأيام، فأهداه العتيبي بدوره ماء زمزم. لم يتمالك الرجل نفسه، وانهمرت دموعه شاكرًا ومبتهجًا.
ويعلّق العتيبي على هذه التجارب بقوله: “سعادتي لم تكن لأنهم بَكوا فقط، بل لأنني كنت أشاركهم شيئًا مقدسًا من بلدنا. شعرت أن العطاء في حد ذاته هو الذي يجلب الطمأنينة والسعادة.”

11. خطط مستقبلية ورحلات جديدة
المسافر الحقيقي لا يتوقف عند خط النهاية، بل يخطّط دومًا لرحلة أخرى.
ما هي خططكم القادمة بعد هذه الرحلة؟
الإجابة: يوضح العتيبي أن الوجهة المقبلة ستحددها حالة الطقس، وربما تكون أمريكا، خاصة مع إقامة كأس العالم هناك العام القادم. كما يفكر في استخدام سيارة الشاص في تجربة جديدة

كلمة أخيرة
الكلمة الأخيرة ليست مجرد ختام، بل امتنان يخلّد التجربة.
ما هي كلمتكم الأخيرة التي تودون توجيهها للقراء؟
في الختام، وجّه العتيبي شكره لكل من تابع رحلته وأثنى عليها، قائلاً:
“شكراً لكل من تابع الرحلة وأثنى علينا ووجهنا ونصحنا وأعطانا. شكراً لكم.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>