في زاويةٍ تنبض بالحنين داخل مهرجان الرطب الثاني بسكاكا، وقف طفل صغير يدعى فهد الراشد، يرتدي الوزرة والعصابة، يُجسّد هيئة المزارع القديم، وكأنه خرج من قلب الحقول ليحكي حكاية الأرض والكرم.
وقف فهد الراشد يُحدّث الزوار بصوته الهادئ عن ماضٍ جميل، حيث كانت الحياة تُدار بأدوات بسيطة، لكنها غنية بالمعاني.
لوحة تراثية متكاملة
تنوّعت الأدوات التي عرضها فهد، لتُشكّل لوحة تراثية متكاملة، منها:
أدوات “السني” لاستخراج الماء من البئر وتمثلت في:
– الدراجة: تُستخدم في تدوير الحبل لرفع الماء.
– المحالة: بكرة خشبية تُسهّل حركة الحبل.
– الكرنافة: وعاء يُملأ بالماء ويُسحب من البئر.
أدوات الكرم وإكرام الضيف وهي:
– الباب الخشب: رمز للضيافة، يُفتح على مصراعيه للزائرين.
– الدلة: وعاء القهوة العربية، تفوح منه رائحة الكرم.
– النجر: يُستخدم لدقّ الهيل، ويُعدّ صوت دقّه إعلانًا بوصول الضيوف.
– المبخرة: تُطلق عبير العود، وتُضفي على المكان طابعًا احتفاليًا.
أدوات كنز التمور وحفظها وتمثلت في:
– الخابية: وعاء فخاري يُستخدم لتخزين التمر بطريقة تقليدية.
– القدر الألمنيوم الكبير: يُستخدم لطهي كميات كبيرة من التمر أو إعداد الولائم.
روح الجوف الأصيلة
هذا المشهد لم يكن مجرد عرض، بل كان استعادةً لروح الجوف الأصيلة، حيث تتلاقى الذاكرة مع الحاضر، ويُصبح الطفل المزارع سفيرًا لتراثٍ لا يُنسى. وبين حديث فهد ونظرات الزوار، وُلدت لحظة توثيقية تُعيد الاعتبار لأدواتٍ كانت يومًا نبض الحياة.








