في يومٍ خُلد باسمكم، وأنشد فيه الشعراء وتغنت به القصائد، نتوقف لنحتفي بكم… بالمعلم والمعلمة، الذين لم يكونوا يومًا مجرد أشخاص، بل أثرٌ مستمر واستدامة للعلم والمعرفة.
أنتم من تحمل رسالة الأنباء، كما قيل: “كاد المعلم أن يكون رسولا”. منذ طفولتنا، تعلمنا منكم كيف يكون الحلم، وكيف نصنع المجد ونرتقي سلم النجاح. لم تزرعوا العلم فقط، بل علمتمونا كيف نهديه ونستثمره ليكون صدقة جارية لكم إلى يوم القيامة… فأي شرف وفضل أعظم من ذلك؟
كل حرف تعلمناه منكم يكتب نبضًا، وكل بداية كنتم أنتم خلفها. نبضكم هو أول الحكاية، وبكم تنبض البدايات حبًا وتزهر أثرًا. منكم يبدأ الضوء، وبكم يزهر الأمل… فما أجمل البدايات حين تُكتب بخطّ القلب، وما أصدقها حين يكون هدفها الإنسان قبل الدرس، والروح قبل المنهج.
لم تكونوا مجرد شمعة تحترق لتضيء، بل كنتم سراجًا منيرًا، ووهجًا يضيء الطريق. زرعتم العطاء وخلفتم أثرًا لا يُمحى.
واليوم، ونحن نحتفي بيوم المعلم، نرحب أيضًا بالبدايات الجديدة… بالمعلمين والمعلمات الذين دخلوا الميدان وقلوبهم تنبض حبًا لهذه المهنة العظيمة، ليكملوا مسيرة الأثر الجميل.
في كل بداية يولد نبض جديد، يحمل حلمًا لم يكتمل بعد، وخطوةً أولى على طريق العطاء. في ميدان التعليم، لا تأتي البداية خجولة، بل مفعمة بالشغف، تنبض بالإصرار، وتتلألأ بالأمل، لتكون امتدادًا لعطاء لا ينتهي.
ولن ننسى لمسة الوفاء لمن سبقهم… أبطال العلم الذين زرعوا فينا الحب، الاحترام، والطموح، والإصرار على صنع مستقبل أفضل.
شكرًا لكم، معلمينا… فأنتم نبض الإلهام وثمار العطاء.







