منذ أن يُذاع خبر زواجٍ في إحدى القاعات، تراهم يهرعون إليه مسرعين، يحملون أدواتهم الصحفية الفريدة من نوعها: (الجوال)!
يبدأ المشهد حين يتسابقون بين الحضور، يصوّبون عدساتهم في كل اتجاه، يقتنصون لقطاتٍ بلا هدف، ويسألون أسئلةً لا تمتّ للإعلام بصلة.
“الآن نلتقي عم العروس… نرحب بجار العروس… وننتقل إلى من مرَّ صدفةً بجانب قاعة العريس!”
مشاهد عبثية، لا تحمل من الإعلام إلا الاسم، ولا من الاحتراف إلا الادّعاء.
لا يملكون ثقافة المذيع، ولا أسلوب الكاتب، بل يكتفون بأداةٍ بسيطة وصوتٍ مرتجفٍ يبحث عن الشهرة.
يتجولون بين المقاعد والقاعات، حتى الأماكن غير المخصصة للتصوير لم تسلم من عدساتهم.
إنهم مفلسون من اللغة، معدومو الارتجال، يطاردون الأضواء في حفلات الآخرين.
والنتيجة: تشويه للمشهد الاجتماعي، وإساءة لمفهوم الإعلام الحقيقي.







