منذ نعومة أظفارنا .. وعهدنا الأول في مدارج الحياة .. ومع أول خطواتنا في مسارح البشرية .. تعلمنا أن قيمة الإنسان تكمن في داخله وتظهر في سلوكياته وأدبه واحترامه لذاته ولغيره في تواضعه وبساطته ، في عزة نفسه وكرامته ، في نضج عقله ورقي فكره .
عندما نقف على منصة المواقف وحقيقة المشاعر .. تمر أمامنا الأقنعة بين مخلص ومتلاعب، وبين من يبحث عنا لذاتنا ، ومن يريدنا لمآربه. فلا تغتر بحلاوة اللسان، ولطف الشعور الظاهر .. انزع بفراستك البدائية تلك الأقنعة المزيفة .. وتمعن بملامحهم الحقيقية .. ومواقفهم الواقعية .
فقيمة الحياة الحقيقية بالإنتقاء الكيفي والإختيار النوعي لا بالمقدار الكمي والعددي .. وبالشعور العميق والعقلانية الراسخة لا بمسطحات الأمور وفورة الكؤوس ..
بكل التأهب النفسي والإندفاع الروحاني الصادق ، لا بفتاته وقشوره الخارجية الكاذبة ..
فخلاصة التجربة والخبرة الثمينة نحن من يعطي للأشياء من حولنا قيمة ، ونحن أيضا من ينتزعها إذا لزم الأمر .. هذه هو المُخرج الفعلي لا التنظيري للتجربة الإنسانية .. هذا ما يجعل لحياة الإنسان معنى ومذاق مختلف ..
فقيمتي هي التي ترفعني .. وترفع من يقف معي .. وقدري ومكانتي هي ما يضفي عليك ثقلك ووزنك .. أنا من يحجّم ذاته ومن بمعيته .. أنا من بوهجه .. يتوهج ويضئ غيره ..
فعندما أحبك واحترمك .. أُلهمك بعضا من قبس ثباتي وقوتي .. ومشعلا من روحانيتي .. وباقة زهرا وعنبرا صلاحي وأخلاقياتي .. أعطيك الرونق واللمعان حتى أنيرك .. وأنا أيضا إذا لزم الأمر من يطفئك .. يسلبك اتزانك يجعلك تتعثر حتى تتدحرج .. بمجرد ابتعادي وإدارة ظهري عنك ..
لذلك تحرر من إطارك وقيدك فلست صورة ، ولست أسيرا .. تحرك وقف شامخا فلست أحد المحنطات المجتمعية التي تأبى الإرتقاء وترفض الإنحناء عند الحاجة ..
وكن على ثقة ويقين .. أن كل شيء يحدث حولك ليس له قيمة ، أنت من يضيف القيمة الى تلك الأشياء ، وبحجم القيمة التي تعطيها للأشياء يعود تأثيرها عليك . لذلك لا تعطي للأشياء قيمة أكبر من حجمها .. ولا تستنقصها قدرها ..
المشاهدات : 4380
التعليقات: 0







