حين أثقلتني التجارب، وحاصرتني ذكريات الطفولة،
وحين تشابكت حاجتي للحب مع خوفي من الفقد،
أدركت أن بعض الألم لا يُشفى بالتعلّق…بل بالارتقاء.
كنت أبحث عن الأمان في وجوه البشر، فوجدت القلق، وأنتظر الطمأنينة من القلوب، فوجدت التقلّب. حتى فهمت:
أن القلب إذا تعلّق بما يفنى تعب، وإذا تعلّق بمن لا يزول اطمأن.
فسموت بحبي…لم أنكر مشاكلي، ولم أهرب من جراحي،
لكنني رفعتها إلى معنى أعلى، وجعلت وجهتها إلى الله.
هناك، صار الحب عبادة، والألم حكمة، والحرمان قربًا، والانتظار تسليمًا.
تعلّمت أن رضا الله أوسع من كل خيبة، وأبقى من كل علاقة،
وأصدق من كل وعد.
فما عاد غيابهم يكسرني، ولا كلماتهم تحكمني، ولا ماضيّ يقيدني. لأن من وجد الله لم يفقد شيئًا، ومن فقد الله لم يملك شيئًا مهما امتلك.
وهكذا…لم تصغر مشاكلي، لكن كبُر قلبي، ولم تختفِ الجراح، لكنها فقدت سلطتها.
فهذا هو التسامي…أن يرتقي القلب حين يتوحّد التعلّق،
ويهدأ حين يعرف أن الله…كافٍ.
بقلم عبدالعزيز القعيد







