جميعنا نحرص على اختيار الأفضل في حياتنا: في الطعام، اللباس، الأثاث، الديكور، المنزل، وحتى السيارات. بل عند العلاج، نبحث عن أفضل مكان، ونتقصّى عن الطبيب قبل الذهاب إليه. نحرص على الجودة، ونفتّش عن التميّز. حتى في السكن، نسأل عن الجار قبل البناء أو الانتقال، ويمتد هذا الحرص إلى مختلف شؤون الحياة.
لكننا نغفل عن الأهم، عن البداية التي يُبنى عليها كل شيء: *الكلام*.
لا نفحص الكلمة قبل نطقها، بل نطلقها عشوائيًا، فتُحدِث أثرها، سواء كان هدمًا أو بناءً. قد نجرح أو نداوي، نحطم أو نصلح، نُحزن أو نُفرح.
*لماذا لا ننتقي كلماتنا كما ننتقي أشياءنا؟*
*لماذا لا نفكر في وقعها على المتلقي قبل أن نقولها؟*
*لماذا لا نضع أنفسنا مكانه، فنراجع ما نقول قبل أن نلقيه؟*
ألا تستحق الكلمات أن تكون ضمن نطاق الجودة والإتقان، وهي وصية رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام؟
ألم يُخبرنا أن الله جعل أحد أبواب الجنة للمحسنين بأخلاقهم؟
أليس هذا دافعًا لأن نحسن اختيار كلماتنا، وهي التي تخاطب الأرواح؟
فلنحرص على زرع الفرح بحروفنا كي نحصد السعادة، ولنجعل للكلمة أولوية، فالأثر حتمًا سيعود إلينا.
كاتبة ومؤلفة وقاصة







