أخبرتني جدتي عندما كنت صغيرة أن الطيبة ليست ضعفًا وليست غباءً، وإن لم تَعُد عليك بشيء، فلن تعود عليك بشرٍّ مهما حدث.
ومن وصايا أبي، رحمه الله، كان يقول: *”امدُد طيبك لمن لا خير فيه، فربما يتعلّم من طيبك.”*
لكنني أدركت اليوم أن الطيبة لا تليق بكل الأشخاص، وأن هناك فئات من البشر لا ينفع معهم إلا المطرقة والسندان…
عذرًا جدتي، عذرًا أبي، فهذه الثقافة لم تعد هنا، واليوم أول من ينهشك هو من مددت له يومًا كفَّ الطيب في زمن لا طيب فيه.
لا أحب الكتابة بذلك القلم المتشائم، ولكن مرارة الواقع تكشف لنا حقائق موجعة. هناك من يتقن لعبة التدابير، يصنع لنفسه ألف وسيلة ليبدو كحمامة مكسورة الجناح، منتظرًا لحظة الانقضاض، ليكشف عن وجهه الحقيقي… وجه الافتراس المنتظر.








