بجوار قلعة زعبل الشامخة، خلف تلك الأبواب، وبين تلك الأزقة التي شهدت حكايات الجدات، لم تكن البيوت وحدها متقاربة، بل كانت القلوب تتسع رغم ضيق المكان، وكان للقاء دفئًا يروي الأرواح.
تبدّلت الوسائل، وكثُر التواصل الرقمي، ولكن قلّ التواصل الإنساني… وحنين الإنسان لماضيه لا يخبو، إذ إن الانسلاخ عن الموروث، كما أشار ابن خلدون، ليس تجديدًا، بل انكسارٌ نفسي وغيابٌ للذات.
“إن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب…”
ومتى ذاب الإنسان في غيره، تاهت ملامحه، وضاعت خصوصيته.
ومن هذا الإدراك، ينبع ملتقى عشيرة الهفيل من الضويحي من بني خالد – الجوف، لا كحدث عابر، بل كجسر يمتدّ من الذاكرة إلى اللحظة.
هو موعد للقلوب أن تلتقي، وللروح أن تتصل، وللهوية أن تُستعاد… في أرضٍ لم تنسَ من كانوا فيها.
ولأن اللقاء ليس شكلًا، بل معنى، جاءت أهداف هذا الملتقى لتُجسّد روحه:
1. تعزيز صلة الرحم: لما فيها من رضا الله، وطول في العمر، وسعة في الرزق.
2. تقوية الروابط الأسرية: بتجديد المحبة وتعزيز الألفة بين الأفراد.
3. حل الخلافات والنزاعات: عبر بيئة حوارية تُعيد القلوب إلى صفائها.
4. نقل القيم والعادات والتقاليد: من الكبار إلى الصغار، حفاظًا على الهوية والأخلاق.
5. تعليم الأبناء آداب المجالس والتواصل: ليكتسبوا مهارات تُنضج شخصياتهم وتربطهم بجذورهم.
6. تكريم المتفوقين وطلاب القرآن: دعمًا للعلم، ووفاءً لأهل القرآن.
7. دعم الأسر المتعففة من الجماعة: مراعاةً للرحم، وتجسيدًا لمعاني العطاء والتكافل.










