كالبدرِ المُنير.
بقلم : زايده حقوي
في زحمة الأيام، وتعاقب المواقف، وتوالي الصعاب، وتراكم الأحزان، وضيق الوسيعة… يظهرون.
لا يُكثِرون الكلام، ولا يُعلنون حضورهم، لكنك تشعر بهم تمامًا كما تشعر بنور القمر حين يغمر عتمة الليل دون ضجيج.
هم فقط من إذا أتوا امتلأ المكان نورًا، وإذا حضروا حلّت السكينة، وانشرح الصدر.
ينثرون الفرح كالعطر، متى فاح عمّ الأرجاء، وأزهر في الأرواح بهجة لا تُوصف.
وجودهم بحد ذاته طمأنينة، وحديثهم بلسم، وصمتهم كافٍ ليهدئ ما اضطرّب داخلك.
هؤلاء كحقلٍ مليء بالأزهار… لا تملك إلا أن تتأمله وتبتسم. تستلذ العين برؤيتهم، وتنتشي الروح بقربهم، ويخفت في حضورهم كل ما كان يؤلم.
لا يتكررون كثيرًا، وربما لا يطيلون البقاء… لكن أثرهم لا يزول، وبصمتهم لا تُمحى.
وحدهم يتركون في القلب نورًا لا يخبو، وذكرى لا تُنسى.
لكل من مرّ بحياتي كنورٍ في عتمة… أنتم البدر في لياليّ، شكرًا لكم.
للكاتبة : زايده حقوي
مديرة تحرير صحيفة الشمال الإلكترونية







