الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 50735
التعليقات: 0

اللحظات التي لا تعود

اللحظات التي لا تعود
https://www.alshaamal.com/?p=300645

يقول الخليل الفراهيدي:

“وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصته

حتى إذا فات أمرٌ عاتبَ القدرا”

في هذا البيت، لا يعرض الشاعر حكاية شخصٍ أخطأ، بل يرسم ملامح مرض خفي يصيب الأرواح الا وهو التردد. هو لا يتحدث عن سوء حظ، بل عن عجز إرادة. عن ذاك الذي يعرف الطريق، ويرى الفرصة، لكنه يتراجع خطوة… ثم أخرى… حتى تمر الحياة من أمامه، كأنها غيمة لم تمطر.

كم من لحظة كانت كفيلة بأن تُحدث فرقًا في حياتك؟ عرض عمل لم تتجرأ على قبوله، حبٌ خفت من خوضه، كلمة حق سكتّ عنها، فكرة مشرقة لم تخرج من رأسك إلى الواقع. وكل مرة، كنت تملك القدرة، لكنك لم تملك القرار. تركت الزمن و الآخرون يتصرفون نيابة عنك.

بعد أن تمر الفرصة نرى من يبحث عن شماعة، يعاتب الأقدار، ويظن أنه ضحية وتبدأ مسرحية نظرية المؤامره ،

أن الفرص لا تضيع وحدها ، نحن من نتركها تتبخر من بين أيدينا لأننا خفنا، أو ترددنا، أو انتظرنا “الوقت المناسب” الذي لا يأتي أبدًا.

الحسم لا يعني أن تقفز في المجهول، لكنه يعني أن تمتلك الشجاعة لتقرر ، أما الانتظار الأبدي، فهو ليس من الحكمة، بل هو خوف متخفٍ في ثوبها.

الحسم لا يعني التهور اصدقائي! والتفكير ليس ترددًا ! ولكن هناك خط فاصل بين الوعي والخوف، وبين أن تتروّى لتفهم، أو تتردد فتضيع .

الشاعر لا يرثي المتخاذل ، بل يوبّخه. يقول له: لا تلومنّ القدر إن كنت أنت من فوّت اللحظة.

العاجز عن اتخاذ القرار لا يُعذر بل عليه ان يتحمل المسؤولية كاملة ،هو من فرّط إذا هو من يُحاسب

أين أنت أيها المتردد من المنهج رباني (قَالَ الله تَعَالَى: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) [آل عمران:159]

التردد مقبرة الفرص ، لذلك علمنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الخطوات الصحيحة عند اتخاذ القرارات حيث قال عن جابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كانَ رسولُ اللَّه ﷺ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُور كُلِّهَا، كالسُّورَةِ منَ القُرْآنِ، يَقُولُ: إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَركَعْ رَكْعتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ ليَقُلْ: اللَّهُم إِني أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأستَقْدِرُكَ بقُدْرَتِك، وأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيم، فإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ علَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمرَ خَيْرٌ لِي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِله- فاقْدُرْهُ لي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لِي في دِيني وَمَعاشي وَعَاقبةِ أَمَرِي -أَو قَالَ: عَاجِل أَمري وآجِلهِ- فاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْني عَنهُ، وَاقدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ قَالَ: ويُسمِّي حَاجَتَهُ. )(رواه البُخاري)

الفرص لا تنتظر المترددين، ولا تُهدى لنا على طبق ، حين تسمع وقعها على بابك قادمة افتح لها الأبواب بدون تتردد ، ولا تنتظر إشارة ما ، لا تُقيد ياصديقي همتك بكثرة الاراء ،إمّا أن تخرج بثقة، أو انتظر واقفًا خلف الشباك ، تراقب من بعيد، وتلوم الزمان، والناس… والقدر.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>