الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 48545
التعليقات: 0

تتجلى الحقائق ويقلبها الخبثاء

تتجلى الحقائق ويقلبها الخبثاء
https://www.alshaamal.com/?p=300895

هل تغير الزمان بالفعل؟ أم تغير أهل الزمان؟ أو ربما تغير الزمان وأهله! غشي على الأبصار، وصمت الآذان، وكادت تُسلب العقول والألباب، وأدلهمت الخطوب، مع تضخم بعض الجيوب من عطاءات سلب الذمم وشراء الولاء مع مظنة حدوث البلاء لهؤلاء النشطاء في قلب الحقائق بمحاولات يائسة للتأثير على أهل القمم والنيل من سادة الأمم الذين سادوا أحب البلاد إلى رب العباد منذ بضعة قرون بتطبيق شرعه واتباع سنة رسوله وسنن أصحابه الراشدين من بعده ومراعاته سبحانه فيما يرضيه في عباده فوق أرضه وتحت سمائه في حكم مبارك ببركة الالتزام بالدين القويم والعقيدة الصحيحة الجلية، قويٌّ بنصرة رب العالمين لمن يحكم بالتنزيل ويتبع الدليل، مدعوماً بدعوة أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، قال تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات) الآية.

والله تعالى يؤتي ملكه من يشاء، وينزعه ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، ولا مكره له سبحانه وتعالى، شاء ومشيئته غالبة، فآتى ملكه في بلاد الحرمين الشريفين بعلمه الأزلي وحكمته الغالبة لأسرة آل سعود المباركة التي أسست وبنت وحكمت البلاد منذ ما يربو على ثلاثة قرون على التوحيد الخالص والعقيدة الصحيحة ونبذ الشركيات التي كانت سائدة في طول البلاد وعرضها، وإزالة الخرافات، والحرب على المعتقدات الباطلة، وتحكيم شرع الله في العباد والبلاد، فمكن الله لهم ونصرهم على كل من أراد بهم وبالبلاد سوءاً ومكروهاً على مرّ تلك القرون.

وقد تعرضوا مع ذلك لشتى أنواع المكائد والعداوات الظاهرة والباطنة، ولكن مشيئة الله نافذة، فنصر ومكن وأغدق بنعمه على أوليائه، الذين بفضله وتوفيقه نصروا دينه وأعظموا كلمته، فكانوا سلماً على أوليائه، وحرباً على أعدائه. وما أكثر الأعداء الذين ناصبوا هذه البلاد وحكامها وشعبها العداء المستتر بالخفاء، والسافر بجلاء، من أعداء الدين والملة، وأعداء النجاح كله، بسبب مرضٍ بالنفوس، وخللٍ بالرؤوس، وتلوث بالعقول ملموس من حاسدٍ جاحد، وحاقدٍ فاسد، ومهووسٍ فاقد، سواء من دول أو منظمات أو ميليشيات أو جماعات أو أفراد. والعجيب أن أكثر هؤلاء الأعداء هم ممن سبق وانغمسوا في فضل هذه البلاد وقادتها، ونهلوا من معين جودها وعطائها ومدّتها، وانتشلتهم من واقعهم المرير، وأنقذتهم من سوء المصير. ولكن كما قيل: (ال… يعض اليد التي امتدت له). مع أن الحقائق صعب تجاهلها كما يقال. قال الله تعالى: (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً) الآية، وقال تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً) الآية.

فهم كالأنعام السارحة التي لتوها لمراقدها مبارحة، تلج بالرغاء والثغاء، وليسوا ببعيدين عن طائر الببغاء الذي يردد ما سمع على الهواء. وبعضهم تجاوز أصوات الأنعام ومقاصدها إلى الأصوات النشاز من نباح ونهيق وعويل وزعيق. جل هؤلاء ممن عاشوا ردحاً من الزمن فوق أرض هذه البلاد وتحت سمائها، يتقلبون في نعيم مقيم وخير عميم وأمن وارف، يجوبون البلاد بعرضها وطولها، لا يسألون أين هم ذاهبون، ولا متى يعودون.

فلما امتلأت الجيوب، وبرزت الكروش، واكتنز اللحم والشحم بالأكتاف والأرداف، وعمروا ببلادهم القصور، وسكنوا الدور بما كسبوه من خيرات هذه البلاد، قلبوا لها ظهر المجن، ولقادتها وشعبها وتاريخها، فأخذوا يكيلون السباب، ويطعنون في الأنساب، وينهشون في التاريخ، ويختصرون الجغرافيا، وهم لا يفقهون شيئاً من هذا كله، ولا يكادون يفرقون بين الجهات الأصلية والفرعية، ولو كانوا يفقهون لما نبسوا بكلمة واحدة مما فاحت به قرائحهم من ادعاءات وأكاذيب وتشويه وتزوير.

فما سلبوه برغيهم من هذه البلاد ماضيها وحاضرها، وأدعوه زوراً وبهتاناً لبلدانهم، والتي وإن كان لها ماضٍ، فهو لأعراق اندثرت لا تمت لهم بصلة.

هذا بالنسبة لماضيها، أما حاضرها فلا يقارنه بحاضر المملكة العربية السعودية العظمى إلا من سفه نفسه، وعمي بصره، وقصرت بصيرته، وألجمه الحقد، ونهش قلبه الحسد، فأخذ يهذي بخرف، ويتقول بصلف، ويهرف بما لا يعرف، ولو يُسأل عما يقول لقال: ها ها لا أعلم، سمعت قولا يقال فقلته. هذا شيء مما تعجّ به وسائل التواصل الاجتماعي من بعض الدمى الذين تبرأوا من أمانة الكلمة، وصدق الحديث، وحفظ المعروف. ورغماً عن أنوفهم، وأنوف من دفعوهم أو دفعوا لهم، فالمملكة العربية السعودية في علوّ شاهق، في عصرها السابق والحاضر واللاحق، لا ينال منها نابح ولا ناهق، ولا سفيه فاسق، ولا عبد آبق، محفوظة بحفظ الله تعالى. أدام الله تعالى حفظها، وحفظ قادتها، ومقدساتها، وشعبها، وأرضها، وأمنها، وإيمانها. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>