الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 50954
التعليقات: 2

العلم والتقوى

العلم والتقوى
https://www.alshaamal.com/?p=302933

قرأتُ في فضل العلم والأدب، وفي منزلة العالم والمتعلم، وكيف يرفع العلم صاحبه، والجهل يُسقطه . وتأملتُ في بعض آيات الله، فسبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم !

قال تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } [فاطر:٢٨].

لحظة تأمل في تفسير هذه الآية العظيمة ؛ نُدرك بها
حقيقة الاختلاف بين خلق الله، وتوضح منزلة العلماء.

فسرها الشيخ ابن باز رحمه الله عندما سُئل قال : “تدل على أن العلماء بالله وبدينه وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم هم أشد الناس خشية لله وأكملهم خوفًا منه سبحانه. فالمعنى: إنما يخشى الله الخشية الكاملة هم العلماء بالله، الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه، وتبصروا في شريعته، وعرفوا ما عنده من النعيم لمن اتقاه، والعذاب لمن عصاه. فلكمال علمهم بالله هم أشد الناس خشية لله، وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم من تبعهم من العلماء. وليس معنى الآية أن غيرهم لا يخشى الله، ولكن الخشية تتفاوت بقدر العلم والمعرفة بالله ، فكلما زاد العلم زادت الخشية لله وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله .

وأرى أن التقوى والخشية من الله مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا بالعلم؛ بل هما ثمرة العلم وأصل الأخلاق الفاضلة، التي تقود الإنسان إلى مكارم الأخلاق. فالعلم لا يعني مجرد القراءة والكتابة، بل هو المعرفة الحقيقية بالله وغاية وجودنا في هذه الحياة: العبادة.
ودليل ذلك نبي الأمة ﷺ: محمد بن عبد الله، الأمّي صاحب الخلق العظيم، الذي لم يقرأ ولم يكتب قط، لكنه عرف الله، وعلّمه الله، وفهّمه، ومنحه شرف النبوة والرسالة والشفاعة. قال تعالى:
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم: ٤ ].

وذكر السعدي في تفسيره للآية : “أي عاليًا به، مستعليًا بخلقك الذي من الله عليك به. وحاصل خلقه العظيم، ما فسرته به أم المؤمنين [عائشة-رضي الله عنها] لمن سألها عنه، فقالت: ‘كان خلقه القرآن’، وذلك نحو قوله تعالى له: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } [الآية]، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }.”
فكان صلى الله عليه وسلم: سهلًا لينًا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه، قاضيًا لحاجة من استقضاه، جابرًا لقلب من سأله، لا يحرمه ولا يرده خائبًا. وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه، وشاورهم فيه إذا لم يكن فيه محذور. وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان، ويحمله غاية الاحتمال ﷺ.

الله سبحانه وتعالى ذكر العلم في القرآن وحث عليه لما له من فضل عظيم على عباده في ترقيتهم وتهذيبهم، وسموهم نحو مكارم الأخلاق. فالدين المعاملة، ومن حسن خُلُقه تَرْفَع عن كل ما لا يليق به كمسلم مؤمن بالله.
وقد قال النبي ﷺ: “طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر.”
وقال أيضًا ﷺ : “خير الدنيا والآخرة مع العلم، وشر الدنيا والآخرة مع الجهل.”

اللهم علّمنا ما ينفعنا، وأنفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا، واجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك. آمين

 

التعليقات (٢) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

  1. ٢
    مها الحربي

    العلم الحقيقي يقود إلى الخشية، والخشية تثمر التقوى. وكل ما ارتفع علم الإنسان بالله وآياته الكونية والشرعية، ارتفع خوفه من الله، وازداد حرصه على العمل الصالح.

    اللهم ارزقنا العلم الصالح وانفعنا به … مقال مميز يعطيك العافيه عليه

  2. ١
    زائر

    جميل جداً زادك الله من فضله 🤍