ليس أثقل على الروح من كلمةٍ تُقال بغير حساب.
أحيانًا لا يكون الألم في العمل نفسه، ولا في التعب اليومي، بل في الهمس الذي يتسرّب من أفواه لا تدرك أثر ما تنطق به.
أتعرض لانكسارات متكررة، ومع كل سقوط أجد يدًا تمتد لتساندني. لكن المرارة لا تأتي من الحاجة، بل من أن تتحوّل تلك المساعدة إلى حديثٍ يجرح: “هي لا تعمل… نحن نفعل عنها.”
لم يعلموا أن كلماتهم كانت أقسى من عتمة طريقي، وأن وقعها ترك في داخلي صدى لا يزول. ظنّوا أنها جملة عابرة، بينما كانت كفيلة أن تترك ندبة في أعماقي.
ربما لا يشعر الإنسان بوقع كلماته إلا إذا تذوّق ذات الألم يومًا ما. لعلّ التجربة وحدها هي التي تعلّم كيف يكون وقع العبارة على قلبٍ هش، وكيف يمكن لنبرة استهانة أن تُطفئ نورًا كان يحاول أن يشتعل.
ومع ذلك، أبقى على يقين: أن الله يرى، وأنه يعوض، وأن ما يُكسر في داخلي سيُجبر بلطفٍ خفي، لا يراه سواي.







