العفو عند المقدرة.. سمة النبلاء وأصحاب الأصل الطيب
العفو عند المقدرة.. هو اختبار حقيقي لأخلاق الإنسان.. ورفعة معدنه.. من السهل أن يسعى الإنسان للانتقام لكن الأصعب والأرقى والاسمى.. هو أن يصفح ويغفر عندما يكون في موقع القوة والتمكن
إن أعظم صور العفو تتجلى بعد الانتصار الساحق.. حينما يستطيع المنتصر أن ينزل العقاب.. لكنه يختار أن يطوي صفحة الماضي ويُسدل الستار على تفاصيل المعركة وكأن شيئًا لم يكن.. هذه الصفة لا تنبع إلا من نفوس عظيمة تربت على الشهامة.. وعرفت أن العفو قوة.. وأن الصفح لا يعني الضعف.
وفي المقابل نجد من أصناف البشر من لا يعرفون للعفو طريقًا بل يتمسكون بروح الانتقام.. وكأنهم يثبتون قوتهم بإذلال الآخرين..
التاريخ علمنا أن العظماء هم من يسطرون مواقفهم بالرحمة لا بالقوة.. وبالتسامح لا بالتشفي.
وكما قال الشاعر:
وإذا قدرتَ على العدو فاجعل العـفا عنه شكـرًا للقديـر المقتـدر
يبقى العفو عند المقدرة علامة فارقة بين النفوس السامية والنفوس الوضعية. وهو إرث الكبار الذين يتركون أثرهم الطيب في الدنيا.







