مع بداية كل عام دراسي تتسابق الجمعيات الخيرية – مشكورة – في تقديم الدعم للطلاب المحتاجين عبر تأمينن المستلزمات الدراسية من شنط ودفاتر وأقلام وغيرها، لتخفيف أعباء الدراسة عن أسرهم. بل إن بعض الجمعيات تتوسع في العطاء، فتقوم بصرف كوبونات للمقصف المدرسي ليجد الطالب وجبة الإفطار اليومية، أو حتى تغطي تكاليف المواصلات. وهذا بلا شك عمل عظيم يسهم في تمكين الطالب من متابعة دراسته بطمأنينة، ويجعله في وضع أفضل داخل المدرسة.
إلا أن هناك ملاحظة مهمة، قد لا ينتبه لها البعض، وهي أن بعض الجمعيات تضع اسمها وشعارها على الحقائب أو الأدوات المدرسية التي تُمنح للطلاب المحتاجين. هذه الخطوة – وإن كانت بحسن نية – قد تسبب حرجًا بالغًا للطالب أمام زملائه، لدرجة أن بعضهم يرفض استخدام تلك الحقيبة أو قد يتخلص منها خجلًا.
إن المقصد الأسمى من العمل الخيري هو ستر حاجة الفقير وصون كرامته، والمعروف والصدقة إذا خفيت كانت أبلغ وأجرها أعظم. أما إن كان الهدف هو الدعاية والإعلان للجمعية، فالأجدى أن يكون ذلك عبر وسائل الإعلام أو التقارير السنوية أو المجلات، بعيدًا عن أبنائنا الطلاب الذين لا ذنب لهم سوى ضيق الحال.
ختامًا.. رسالتنا إلى الجمعيات الخيرية أن تبقى عطاءاتها نُبلاً خالصًا، تحفظ للطالب المحتاج ابتسامته وكرامته، وتمنحه الأمل بدل أن تزرع فيه الخجل.







