الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 39566
1 تعليق

حين تحدث القائد المثقف.. أنصتت القلوب قبل العقول

حين تحدث القائد المثقف.. أنصتت القلوب قبل العقول
https://www.alshaamal.com/?p=304551

كانت الأمسية وجدانًا حيًا، كلماته رسائل صادقة عن الثقافة والقيادة، حملت القوة الناعمة في أبهى صورها.

في أمسية عنوانها “الثقافة.. قوة الوطن الناعمة”، اجتمع الفكر بالروح على مسرح مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مدينة الخبر بتنظيم من نادي وسم الثقافي، حيث حلّ القامة الوطنية المضيئة الأستاذ عبدالله بن جمعة، الرئيس الأسبق لشركة أرامكو، ضيفًا كريمًا. رجل جمع بين قوة الإدارة ورهافة الحس، وبين صرامة التجربة ورحابة الثقافة، ليؤكد أن الثقافة ليست ترفًا ولا زخرفًا، بل قوة حقيقية تقود الوطن، وتؤثر في العقول والقلوب، وتشكل هوية المجتمع وتفتح آفاقه نحو العالم.

 

وتوقف ابن جمعة عند أسرار القيادة الناجحة، فوضع أمام الحضور وصيتين ذهبيتين: أن على القائد أن يحيط نفسه بالأذكياء، فبهم تكتمل الرؤية وتُبنى القرارات الراسخة، وأن النجاح الحقيقي مرهون باختيار قائد مثقف، إذ قال: “إذا أردت أن تكون ناجحًا فاختر قائدًا مثقفًا، فالقائد المثقف يختلف عن الجميع.” لم تكن هذه الكلمات مجرد تنظير، بل انعكاس حي لتجربة نادي وسم نفسه، الذي تقوده الأستاذة عبير العبدالقادر بحكمة وبعد نظر، إذ أحاطت نفسها بكوكبة من الأذكياء والأقوياء والنشطاء، فكانوا سر تألق النادي وبريقه في المشهد الثقافي.

 

وقد جاء الحوار الذي أبدع في إدارته الأستاذ محمد الخلفان أشبه بسيمفونية يقودها مايسترو بارع، تتناغم فيه الأسئلة والإجابات لتمنح الحضور رحلة فكرية ممتعة. وبينما برزت الأضواء على المسرح، كان خلف الكواليس جنودٌ من لجان عملت بصمت، دون أن تكلّ أو تملّ، ليخرج هذا الصرح في أبهى صورة، ويمنح الأمسية بريقها المستحق.

 

وما إن أُتيح المجال للأصدقاء للحديث عن الضيف، حتى امتلأت القاعة بمشاعر الحب والتقدير، وارتفعت نبرة الود والوفاء في مشهد وجداني يصعب وصفه، وكأن الجميع أراد أن يردّ التحية بما يليق بمقام هذا القائد المثقف.

 

أما أنا، فقد وجدت نفسي متأثرة بعمق حين شدد ابن جمعة على أهمية اللغة العربية، ودعا إلى الحرص على أن يتحدث بها أطفالنا، معتبرًا إياها وعاء الهوية وروح الوطن. في تلك اللحظة شعرت كأنه يخصني بالخطاب، وكأن كلماته رسالة شخصية إليّ ككاتبة في أدب الطفل، وفي تلك اللحظة وجدتني اردد في داخلي عهداً سرياً يشهد عليه الله أن أظلّ حارسة للكلمة، مؤمنة بأن لغتنا العربية هي الجسر الذي سيعبر به أطفالنا إلى هوية وطنهم ومستقبلهم.

 

لم تكن الأمسية مجرد لقاء ثقافي، بل كانت درسًا في القيادة واحتفاءً بالثقافة كقوة وطنية ناعمة. لقد شكّلت استضافة هذا الضيف الكبير نقلة نوعية في مسيرة نادي وسم، نقلة تضع على عاتق أسرة النادي مسؤوليات عظيمة تتحدى فيها القوة الناعمة نفسها، لتظل الثقافة نبضًا للوطن ورمزًا لقوته الحقيقية.

التعليقات (١) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

  1. ١
    زائر

    رائع هذا المقال الذي وثق الفعالية في أبهى الصور ،، و ركز على الإبداع في أجمل تجلياته ،، و أن الثقافة و القيادة تتعالقان في قوة تدعم الثقافة بقوة ناعمة باقية و مستمرة .
    شكرا جزيلا يليق بك أ . ليلى سعد القحطاني .