في مشهدٍ سعودي يتسارع فيه النقاش حول الأمن الغذائي والاستدامة، يبرز اسم عبدالله بن سعيد بن كدمان السرحاني كأحد القادة الذين اختاروا العمل من داخل المنظومات الهادئة والمؤثرة، لا من منصات الخطابة. فالرجل لا يتعامل مع القطاع التعاوني بوصفه كيانًا إداريًا، بل باعتباره فكرة اقتصادية طويلة النفس، قادرة على إعادة رسم العلاقة بين المنتج المحلي والدولة والسوق.
يشغل السرحاني منصب المدير التنفيذي للجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن بمنطقة عسير، والرئيس التنفيذي لشركة دواجن أصول، كما يقود منذ نوفمبر 2025 اللجنة الوطنية لمنتجي الدواجن في اتحاد الغرف السعودية. وهي مناصب تضعه في قلب أحد أكثر القطاعات حساسية في المملكة: قطاع الأمن الغذائي.
لكن مسيرته لا تُقرأ من خلال المناصب فقط، بل من خلال الأثر. فقد سبق له أن ترأس الجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن بعسير، ومجلس الجمعيات التعاونية، وأسهم من خلال رئاسته لفريق التطوير في الجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن بالمملكة في تحديث نماذج التشغيل ورفع كفاءة سلاسل الإمداد. كما شارك في صناعة القرار من خلال عضويته في مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية، والمركز الوطني للنخيل والتمور.
أكاديميًا، يحمل السرحاني دكتوراه في الاستراتيجية التعاونية، وماجستير في إدارة الأعمال، وبكالوريوس في علم الأحياء—مزيج نادر يعكس فهمًا علميًا للإنتاج، وإداريًا للإدارة، واستراتيجيًا للتنمية.
يرى السرحاني أن مستقبل الزراعة في المملكة لن يُبنى فقط عبر الدعم الحكومي، بل عبر تمكين المنتجين، وبناء كيانات تعاونية قادرة على المنافسة والاستدامة. في زمن تتغير فيه معادلات الغذاء عالميًا، يعمل بهدوء على صياغة نموذج سعودي، لا يراهن على الوفرة وحدها، بل على التنظيم، والمعرفة، والثقة.







