بسم الله الرحمن الرحيم
للإنسان خاطر وهو احساس روحي معنوي يتأثر أحياناً فيما حوله من ظروف ووقائع ومشكلات فربما ضعف حيالها وتأثر نفسياً وتختلف شدة التأثر حسب قوة تحمل الإنسان وضعفه مع مايواجهه في حياته وشدة النازلة وخفتها فيكون حاله بين التأثير السلبي عند حدوث كسر الخاطرجبر الخواطر ) عند جبره ، وجبر الخواطر فعل جميل وخلق حسن وعبادة عظيمة وصفة من الصفاة الكريمة والنبيلة التي يتحلى بها النبلاء والعظماء والاتقياء من الناس وما أكثر صفاتهم الراقية أعني أولئك الذين يشعرون بمن حولهم شعور إنساني ممزوج بالرحمة والشفقة والرأفة والعطف فيعملون بما أوتوا من حلم وحكمة ودراية ونظرة ثاقبة وبطيب نفس وصفاء معدن بإزالة مارآن على صدور وأفئدة أصحاب الخواطر المكسورة من هم وغم وحزن وكدر ويأس فتصبح ارواحهم مرحةونفوسهم طيبة وقلوبهم مفعمة بالأمل بعدتخليصها وتنظيفها مما أصابها من الأدران وإزالة ماشبها كما تزال معوقات الطريق ليصبح نظيفاً صالحاً سلساً ميسراً للسالكين وهذا اصدق مثل ينطبق على الحالة وذلك لعدم صعوبة إزالة اي منهما ولإنعدام تكلفته المادية وكل هذا يعمل عن طيب نفس لا إكراه فيه ولا إلزام ولارجاء مقابل ولاشكور من أحد ولايشترط لمن يقوم به ان يكون ذو جدة ومالاً أوجاه بل قوامه كلام جميل يصدر من لسان لبق ووجه بشوش يأتي على مكامن الالم بالروح وأثره بالنفس والخاطر المجروح فيزيل صداه ويهوّن بلاه ويعيد شيء من السعادة المفقودة وراحة الضمير المسلوبة والطمأنينة المهزوزة ويرتقي بالنفس شيئآ فشيئاً الي الأمل والتفاؤل وحب الحياة والاستعداد للعيش بسلام والتصالح معها ومع من حوله بعد زوال همه وإنكشاف غمه وتعلقه بالامل الفسيح والقول الصريح الصادر من القلب النصيح واللسان الفصيح .
وهل يستطيع القيام بهذا الا أصحاب القلوب النظيفة والنفوس الزكية تلك التي تعرف المعروف وتنتهجه وتسلك سبيله وتؤمن بأن العمل الإنساني والخلق الحسن صفتان لاتعادلهما صفةكيف لاوهما من صفات المؤمنين إيمانا صحيحاً والموقنين يقيناً راسخاً مع العلم بأنه ربما يشترك بهما المؤمن والكافر مع فارق النية والمحصلة والنتيجة إذ المؤمن يثاب عليهماإذاأحتسب عند الله تعالى الاجروالمثوبة وأما الكافر فيذهب عمله هباءً وسدى لاجزاء له ولاشكور الاماكان في الحياة الدنيا من شكر الخلق له ولصنيعه .
ولجبر الخواطر أساليب وطرق سهلة ميسرة لمن ارادها لا تستعصي على أحد كبيراً او صغيراً فقيراً او غنياً الا على من لايوفق لها ومن هذه الاساليب والطرق الممكنة والمتاحة
الكلمة الطيبة التي تخرج من القلب للقلب ، والنصح والارشاد النابع من علم ودراية وثقة بدون تجريح او إيحاء بالدونية ، والابتسامة المعبرة التي لاتملق بها ولا رياءً ولا إزدراء ولا سمعة ، والاحساس المرهف النقي الذي لاتكلف فيه ولاتصنع وحفظ اللسان عن الفلتان والهذرة والهذيان ، والحذر الحذر من حركات الانتقاص للأخرين كالغمز واللمز والهمز ومط الشفاة والنظرة الدونية والضحكة الملغومة المسمومة وعدم الاكتراث .
فكلما أحسّ من أمامك بالإحترام كلما بادلك ذلك بشكر إحساساً منه بجبر خاطره ورفع معنويته وأنك تراه كما يراك وتعامله كما تحب ان يعاملك والناس خواطر معرضة للمخاطر تنكسر وتحتاج لجابر ومن هم يعانيه وصابر على كدر ليس له اول ولا آخر ، فهنيئاً لمن كانت نفسه هينة لينة تدرك الامور وتقرأ مابين السطور ويتبين لها مافي النفوس مغمور وتعلم أن الدائرةربما بدون سابق إنذار تدور فتتهيأ لذلك بشيء من المقدور ولو بكلمة او ابتسامة او مدح او رفع معنوية اوتسلية ووعد بأن الأمور لابد ان تكون سائرة الي الاحسن والاجمل .
قال سفيان الثوري رحمه الله مارأيت عبادة يتقرب بها العبد الي ربه من جبر خاطر أخيه المسلم ، وقد قيل لعل الخاطر الذي تجبره يحبه الله فيحبك الله بجبرك خاطر من يحبه .
ويقال من سار بين الناس جابراً للخواطر ادركته عناية الله في جوف المخاطر اي انقذه الله من شدة اوشك ان يقع فيها بسبب جبر خواطر الناس المنكسرة والمحطمة .
وهل هناك لحظة من الشعور بالسعادة الغامرة أقوى مما تحس به اذا جبرت بخاطر مكسور اواغثت ملهوفاً مقهور اوأحييت أمل محروم مدحور من الطفل او الرجال اوربات الخدور
نفعنا بما نكتب ونقرأ ونسمع .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٥/٥/٦هه
اخسنت يالشاعرنا الشيخ بقيش بن سليمان اطال الله عمرك علي طاعته
كفووو يابو سليمان كلام رائع