هدوء الصباح أعاد صور الصباحات المبتسمة مع أمي كانت ابتسامتها مشرقة مثل إشراق شمس النهار في الأيام المعتدلة البرودة ابتسامة لم تفارقني..
كانت شحذاً لهمتي ونورا ينير بصيرتي كنت ألازمها وصوت ضحكاتها مثل خرير الماء وزقزقة عصافير الحناء التي كنا نستمتع برويتها معا في فصل الشتاء فهي طيور مهاجرة تهاجر إلى الأماكن الدافئة بحثا عن الدفئ وكان كل الدفئ لقلبي بقربي منها
دائما في كل الأماكن وكل الاتجاهات كانت معي بتلك الابتسامة التي تعلو ثغرها .. أذكر أول خطوة للمدرسة كانت معي
وكنت كلما أتقدم في مرحلة دراسية كانت معي ومع كل نجاح ابتسامتها كانت تهاليل وتباشير بالسعادة وأذكر أيضًا وقت قبولي في الجماعة ضحكتها التي ملأت قلبي بالفرح قبل أن تملأ الأرجاء من حولي بالتهاليل..
وعند تخرجي كانت ابتسامتها إشراقة حياة جديدة وضوء ساطع.. وعندما توظفت فرحتها وابتسامتها كانت أوسع ، بالحب لزمتني ولم تفارقني فقد ذهبت معي للجبل وبقيت معي مؤنسا وونيس
آه يا أمي كم اشتاق لابتسامتك كم بنينا من الخيال آمال وتطلعات وضحكنا مثل الأطفال ولهونا متجاهلين عشوائيات الحياة وبعثراتها ابتسامتك ياأمي كانت ترتب لي الحياة وتنظمهاوودعتني بابتسامة ولكن كانت مختلفة عن جميع ابتسامتها التي كانت تشرق بالأمل والتفاؤل بأن القادم من الأيام مليء بابتسامات الفرح ولكن ابتسامتها كانت ابتسامة وداع وغياب ابتسامة ذكرتني بابتسامة أبي، عندها أوقفني ألم اعتصر قلبي بأن الابتسامة سوف تغرب وينتهي الشروق من يومها يا أمي وأنا أحب الغروب فقد غربت ابتسامة عمري من لحظة ابتسامة وداعك ويالها من ابتسامة دون كلام ولا أمل بأن الغد سوف تعود.
المشاهدات : 39055
التعليقات: 0







