الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 21900
التعليقات: 0

امتلك اللحظة: سر التوازن بين العمل والحياة

امتلك اللحظة: سر التوازن بين العمل والحياة
https://www.alshaamal.com/?p=288991

في زحمة الحياة اليومية ووتيرتها السريعة، نجد أنفسنا مشتتين بين متطلبات العمل، مسؤوليات الأسرة، وطموحاتنا الشخصية. تصبح الحياة وكأنها سباق مستمر، نسابق فيه الزمن دون أن نشعر بأننا نملك اللحظة لنقف ونتأمل. وفي هذا السياق، تبرز أهمية تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وهو الأمر الذي قد يبدو صعبًا في البداية، لكن عندما نفهم جوهره ونبدأ في تطبيقه، نكتشف أنه الطريق الأمثل لتحقيق الاستقرار الداخلي.

التوازن ليس مجرد كلمة رنانة أو فكرة نظرية؛ إنه أسلوب حياة. التوازن الحقيقي يبدأ من إدراكنا لأهمية كل جانب من جوانب حياتنا. فالعمل جزء أساسي من حياتنا، لكنه ليس الحياة كلها. والوقت الذي نخصصه لعائلاتنا وأصدقائنا له قيمة لا تقل عن قيمة الوقت الذي نكرسه لتحقيق أهدافنا المهنية.

لكن كيف نحقق هذا التوازن؟ الإجابة تكمن في القدرة على تحديد الأولويات. نحن بحاجة إلى تحديد ما هو الأهم في حياتنا وما هي الأهداف التي تستحق جهودنا. ليس بالضرورة أن يكون كل يوم مليئًا بالإنجازات الكبيرة؛ بل تكمن الجماليات في القدرة على تخصيص وقت للراحة، والاهتمام بأنفسنا، والموازنة بين العمل والراحة دون الشعور بالذنب أو القلق.

هنا يأتي دور تمرين “عجلة الحياة”، وهو أداة قوية تساعدنا على تقييم توازن حياتنا. يقوم هذا التمرين بتقسيم حياتنا إلى عدة مجالات رئيسية، مثل: الصحة، العلاقات، العمل، النمو الشخصي، الترفيه، والمشاركة الاجتماعية. كل مجال يُمثل جزءًا من عجلة الحياة، حيث نقيم مستوى رضاونا في كل جزء من 1 إلى 10. ثم نرسم العجلة بناءً على تقييمنا، لنرى كيف تظهر العجلة: إذا كانت العجلة غير متوازنة، فهذا يعني أن هناك مجالات تحتاج إلى تحسين أو إعادة توازن.

ومن خلال تجربتي الشخصية، أجد أن تطبيق هذا التمرين كان له أثر كبير على حياتي. فعندما قمت بتقييم عجلة حياتي لأول مرة، لاحظت أنني كنت أركز بشكل كبير على العمل وأهملت بعض الجوانب الأخرى مثل الراحة الشخصية والوقت مع العائلة. هذا الإدراك ساعدني في تخصيص وقت أكثر للمجالات التي كنت أفتقر إليها، مما أدى إلى تحسين جودة حياتي بشكل عام. التمرين جعلني أكثر وعيًا بالاحتياجات المختلفة التي يجب أن أوازن بينها.

أحد المفاتيح المهمة في هذا التوازن هو التفويض. من الضروري أن نعرف متى نقول “لا” لأمور قد تشتتنا عن أهدافنا الأساسية، ومتى نستعين بالآخرين لمساعدتنا في إنجاز المهام. التفويض لا يعني أننا ضعفاء أو غير قادرين على أداء المهام، بل هو اعتراف بحقيقة أن هناك حدودًا لقدرتنا وأن الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة ليس هو السبيل الوحيد للنجاح.

عندما نحقق التوازن في حياتنا، نشعر بسلام داخلي. يكون لدينا وقت للاسترخاء، وللقيام بالأشياء التي تجلب لنا السعادة والراحة النفسية. ومع مرور الوقت، نجد أن التوازن يساهم في زيادة إنتاجيتنا وتحفيزنا، لأنه يعيد لنا الطاقة التي نحتاجها لمواجهة التحديات الجديدة. التوازن ليس مجرد إيجاد الوقت للأشياء التي نحبها، بل هو أيضاً القدرة على تجنب الإجهاد الناتج عن محاولات جمع كل شيء في وقت واحد.

يقولون إن “الحياة ليست وجهة، بل رحلة”، وأعتقد أن التوازن في الحياة يعكس هذا المعنى. فهو يمكننا من الاستمتاع بكل لحظة، بغض النظر عن الضغوطات والتحديات التي نواجهها. في النهاية، التوازن يمنحنا فرصة للعيش بسلام داخلي، ويجعلنا أكثر قدرة على تحقيق أحلامنا وأهدافنا دون أن نفقد أنفسنا في الطريق.

ومن خلال تجربتي، أدركت أن السر يكمن في العيش بتوازن: أن نكون موجودين في اللحظة، نقدر قيمة ما لدينا، ونتعلم كيف نتنقل بين متطلبات العمل والحياة الشخصية بسلاسة وهدوء. وعندما نحقق هذا التوازن، نجد أننا نعيش حياة أكثر رضا واستقرارًا.

الخاتمة

تمرين “عجلة الحياة” يساعدنا في رؤية حياتنا من زاوية أخرى، مما يعيننا على تحديد أولوياتنا وتنظيم وقتنا بشكل يسمح لنا بالاستمتاع بكل جوانب حياتنا. عبر هذا التمرين البسيط، يمكننا أن نتعرف على جوانب حياتنا التي تحتاج إلى إعادة توازن، وبالتالي، نعيش حياة أكثر راحة واستقرارًا، تمامًا كما نطمح. امتلك اللحظة، فالحياة لا تنتظر!

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>