كان ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه من خطباء الإسلام البارعين ومن الصحابة الأوفياء الذين ثبتوا على الحق حتى استشهدوا في سبيل الله .. كان خطيب النبي صلى الله عليه وسلم واشتهر ببلاغته وشجاعته وكان له موقف خالد في معركة اليمامة التي وقعت في خلافة أبي بكر الصديق سنة 12 هـ، حيث استشهد فيها وهو يدافع عن الإسلام ضد جيوش مسيلمة الكذاب !!
عندما نزل قول الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
خاف ثابت أن يكون من أهل هذه الآية لأنه كان جهوري الصوت فاعتزل في بيته حزيناً ظناً منه أن عمله قد حبط !!
افتقده النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنه .. فقيل له إنه اعتزل خوفاً من أن يكون من أهل هذه الآية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
{ لستَ من أهلها بل تعيش حميداً وتُقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة }
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم شارك ثابت في حروب الردة وكان من أبطال معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب .. ثبت في القتال وحمل راية الأنصار حتى استشهد وكان من القادة الذين أبوا التراجع وقالوا ( والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبينهم ) فقاتلوا حتى لقوا ربهم شهداء !!
وصيته العجيبة بعد موته :
بعد استشهاده وقعت حادثة غريبة تدل على كرامته عند الله .. فقد مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام فأخذ درعه النفيسة ظناً منه أنها من حقه !
ثم حدث أمر مذهل إذ رأى أحد الصحابة في المنام ثابت بن قيس بعد استشهاده فقال له ثابت :
( إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعاً نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلاً فاذهب إلى خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها .. فإذا قدمت على خليفة رسول الله فأعلمه أن عليَّ من الدين كذا ولي من المال كذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه )
استيقظ الصحابي مندهشاً وذهب إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه وأخبره بالرؤيا فقال خالد بن الوليد :
اذهبوا إلى المكان الذي ذكره !!
فلما ذهبوا وجدوا الدرع في المكان الذي وصفه ثابت بن قيس في المنام تماماً كما وجدوها عند الرجل الذي ذكره فأخذوها وأتوا بها إلى خالد بن الوليد ..
بعد أن تحقق الصحابة من صدق الرؤيا ذهبوا إلى أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأخبروه بما حدث فأمر بتنفيذ وصية ثابت بن قيس
فتم سداد دينه وأعتق غلامه ونُفذت وصيته كما أوصى بعد وفاته .
وصية جازت بعد الموت :
هذه الحادثة كانت من أعظم الكرامات التي أكرم الله بها ثابت بن قيس إذ نُفذت وصيته رغم وفاته وهو أمر لم يُعرف إلا له .. فقد روي أنه لا نعلم أحداً جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس !!
ختاماً :
كان ثابت بن قيس رضي الله عنه نموذجاً للصحابي الصادق المجاهد عاش في خدمة الإسلام واستشهد ثابتاً على الحق وظهرت كراماته حتى بعد وفاته .. فهنيئاً له الشهادة ورضي الله عنه وأرضاه وجعلنا الله وإياكم من أهل الجنة .
–
فيصل خزيم العنزي








شكرا ل قلمك بو غازي
اللهم نسألك مرافقتهم بالجنه
👍