الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 24163
التعليقات: 0

“كل ما يمر بك… ليس عبثًا”

“كل ما يمر بك… ليس عبثًا”
https://www.alshaamal.com/?p=291181

لم أكتب هذا المقال من فراغ،
بل من عمق التجربة، من غصّة لم يسمعها أحد، ومن دعاء خُبئ طويلًا في القلب.
كتبته لأخبرك أن ما تمر به الآن، من ألم أو ارتباك أو خذلان…
لم يأتِ ليكسر قلبك، بل ليُعلّمك كيف تحميه.

مررنا جميعًا بلحظات فقدنا فيها ملامح أنفسنا،
كنا نظن أننا أقوياء، لكننا كنا نجهل أدوات النجاة،
كنا نظن أن الصبر يعني الصمت، وأن الطيبة بلا وعي فضيلة،
حتى تبيّن لنا أن السكوت المستمر ضعف، وأن العطاء بلا حدود استنزاف، وأن التحمّل دون إدراك يُنهك الروح.

في لحظة صدق…
جلست مع نفسي وسألت: هل حقًا أنا من أؤذي نفسي بتسامحي الزائد؟
هل أحتاج فقط أن أتوقف… لا عن العطاء، بل عن نسيان نفسي فيه؟

حين دعوت الله، لم أقل: “غيّرهم عني”
قلت: “يا رب، علّمني كيف أُحبني دون أن أُؤذي أحدًا، وأحمي نفسي دون أن أقسو.”

ومن هناك بدأت رحلة التهذيب…
رحلة لا تشبه أي شيء…
بطيئة، مؤلمة، جداً لكنها مليئة بالصحوة.
صحوة على أن السلام ليس شعورًا يُهدى… بل مهارة تُمارس.

تعلمت أن أُميّز بين الصبر الواعي والاستسلام،
بين الرضا والرضوخ، بين العطاء الحقيقي وبين التنازل عن ذاتي.

بدأت أمارس مهارات السلام:
• أن أختار ما يُشبه قلبي، لا ما يُرضي الجميع.
• أن أضع حدودًا لا خوفًا، بل حفاظًا.
• أن أكون صوتًا لنفسي حين يصمت الجميع.
• أن أغفر، لا ضعفًا، بل لأن قلبي لا يستحق القيود.
• أن أهدأ حين تمتلئ الحياة بالصخب، لأن الله معي.

واكتشفت بعد كل هذا أن الدعاء، حين يكون من الأعماق، لا يُغير القدر فقط… بل يُغيّرك أنت.
يصقلك، يرممك، يجعلك ترى الحكمة وسط العتمة.
يصلك بالله في لحظة شعورك أن لا شيء يصلك بأحد.

وأعظم ما وصلت إليه…
هو أن الرضا بقدر الله ليس مجرد تقبل ساكن، بل مقام من الإيمان، وراحة لا يفهمها إلا من ذاق مرارة التمرد على الواقع.

فكل ما مررتُ به، وما تمر به أنت، ليس عبثًا.
بل قد يكون الرسالة التي ستوقظك،
والدافع الذي سيُعيد ترتيبك من الداخل.
والدرس الذي سيجعلك أخيرًا تقول:
“الآن فهمت، الآن أنا مستعد لأعيش بوعي، لا بردة فعل.”

وإن كنت تقرأ هذا الآن وتشعر أنك ضائع،
فلا تبحث عن الخلاص في تغيير الخارج فقط،
ابحث عنه في إتقان مهارات السلام الداخلي،
وابدأ بالحديث الصادق مع الله، ثم مع نفسك.

ليس كل ألم يُزاح،،،
بعض الآلام تُحترم، ،وتُحتضن، ،وتُهذّب… حتى تصير حِكمة.

بقلب يدعو لك بالسكينة،
عائشة محمد حمود الحربي

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>