لا أحد له الحق في السيطرة على الناس، وأفكارهم، ومشاعرهم، خَلَقنا الله أحرارًا وأبناء أسر راقية ننتمي لها، فالسرج لم يُصنع لآدميٍّ أبدًا، الكرامة باهظة الثمن، والحفاظ عليها هو معركة بقاء: نكون أو باطن الأرض ألذّ من ظاهرها، فالحرُّ يَسفُّ بقايا المُـلْ في يومٍ عاصف، خيرٌ له من ملاعق الذهب على موائد اللئام الحَمقى الخُرقى، المتقوِّزون. فجمال وأصالة الحرِّ أن لا يقبل بالرسن والخِطام المصنوعَين على دغدغة طموحك وآمالك، وهيهات.
فَوخز الإهانة، وأسوار القطيع، تبدأ بمسحة تخدير حتى تبلع طُعم وطَعم الشَّرَك، فأجمل ما في سنّارة الصياد ذلك الطُّعم النفيس الغادر؛ فكَتم أنفاس الصياد يعني فريسةً غافلةً آمنةً في مراتعها!
نعمة الوعي الجاد، نعم، الجاد، هي أن لا تقبل أيّ بروزةٍ من نجارٍ أخرق، نرجسيٍّ بابهُ مخلوع ومحطَّم. الوعي الناضج قرار عاجل وهامّ، واخلع جلبابًا ليس لك، هو كفنٌ صنعوه لدفن آخر جينات كرامتك.
لا تقبل الشرب من ماء آسنٍ نتنٍ، حتى وإن قدّموه في أباريق اللُّجَين الباهي. لا يخدعك بريق سرابهم، فالظمآن يموت عطشًا ولا يستمطر ذُلَّ المنّة والمهانة على ضفاف واحاتٍ ونبع الأوغاد.
لا زالت حروف والدي وسطور أمي تكتب لي طريق السُّؤدد، والكرامة، وحرية الاختيار والتعبير والتأثير، بعيدًا عن عزف وحداء آلة نايٍ جوفاء خرقاء خَزقاء، فاتنة لكنها آخر مراسم دفن الحياة، لمن رضي بالوأد ودفن الروح والحياة.
فالحُرّة تموت جوعًا ولا تنجو بنحيب دمعها، والأصيل يشوي ذراعه ولا يستجدي لقمةً قد تكون هي مرساة نجاته!
طابت حريتكم







