حروفنا تولد من أماكن لايبصرها ولا يراها بشر !
تخرج من جرح يثغب ولم يلتئم بعد ، من دمعة حَرى غصينا بها كي لا يراها متربص ،
من ليال جفلى ، تعالى فيها الصراخ ،
لن ولم يسمعها أحد ،
نكتب من معارك طاحنة صامتة ، لم ينتصر فيها أحدٌ وعدد ،
نكتب على أسوار مقبرة ، ووداع لم يستوعبه خَلَدْ ، ومن حب أشياء كانت المُنى ولم تصل ،
من ذاكرة تئن تأبى السُهادْ ، وحنين غربة لا تعشق الرحيل .
نكتب لأن أقلامنا درياق حياةْ ، وهي شموع لاترضى الأنسكاب ،لولا ( نون) ( والقلم ومايسطرون) لانكسرنا ، وفرَّ السُّهادْ من الـُمقـلْ ،
نفرُّ من رمش الشفقة اللعين ،
الى جِنّان الورق ،
ندلفُ اليها بلا إستئذان ثلاثاً، والهمس فيها أنين ، وَونين ،
لايحاكمنا جلاد ، لا يتسلط على براجمي أحد ،
ولا يتفيقهه ويسألنا متفيقهه لماذا سكبت مِدادْ روحك ودماء قلبك على قارعة السطور ،،
هي بيضاء الورقْ عذراء ، فرعاء تفتح ُذراعيها وتبوحُ وتقول:
أكتب حرفك وحروفك ، ولو كانت الكلمات باكية، او حروفك باغية ، او زاهية !
أكتب على صدري حين لا يفهمك أحد،
حين نخنق الحياة او تخنقنا الحياة وتضيق سُبل النجاة ونختنق،
فنفر إلى الحروف لنرتّب ماتناثر من أشلاء الضيم المضيوم ،
ونربتْ على فوضى أرواحنا حتى تستكين،
– نكتب هناك
من أعماق الداخل،
نكتب حين لايُقدّر أعور الثناء ، ولايسمع أصمّ النكران !
في الصدور مالا يقال،
نكتب من وجع ترسب ، الذكرى الموجعة لابد تسكب في سطور بساتين الأمل ،
يتهجى من قدم الكثير ولم ينصف،
ومن صمتٍ طويل أثقلهُ الصراخ ،
نكتب كفنار وسارية ربّان ومُرساة ، لنحيي ما تبقى منا،
لأن الأوراق العذراء من ركام الحياة هي وحدها الصدر الحنون .
الوّراق
مشبب ناصر
25716







