لماذا السعودية شغلهم الشاغل؟

سبق وكتبت في مقالات سابقة في هذا الموضوع أو قريب منه وما دعاني للكتابة مرة أخرى هو استفحال الموضوع وتنوعه وزيادة حدته وكثرة المتحذلقين عليه والمتحلقين حوله ومرعيّ الأسماع إلى ما يقال من غث الكلام وساقطه وكثرة متلقيه ولا قطيه وكثرة التدليس وما يُدَسُّ فيه لينطلي على العامة وقليلي الفطنة وعديمي التفكير ومن يصدقون الكلام على عواهنه دون معرفة مكامنه ومن ثمّ البعد عن معاطنه والتحرز من غياهبه ففيه ما فيه من العواهن والمكامن والمعاطن والغياهب والتي يجب تفنيدها وتعريتها وفضح أصحابها ومريديها فرأيت أن السكوت عن مثل هؤلاء وما يهذون به ضعف وتقصير بحق الوطن وقادته ومقدساته وأرضه وسمائه وبحاره وحدوده ومقدراته ونهضته وعظمته ومواطنيه ومريديه.

وبالعنوان مزيد بيان فقد أشغلتهم السعودية حتى عن أنفسهم وأهليهم وأموالهم ودينهم إن كان لهم دين وخرمت مروءتهم إن كان عندهم ذرة منها ودنست ذممهم الممردغة بالتراب منذ اصطفوا ضدها وليتهم أضداد فقط ولكن هناك أفعال أخرى يمتهنونها مرادفة للضدية أو متولدة منها أو ناتجة عنها ولا تقل عنها بالمعنى والمحتوى بل ربما تفوقها بمراحل كل ذلك ضد المملكة العربية السعودية كالبغضاء والكراهية والتجني والتبلي والنعت بالنقائص والاشمئزاز والمقت والنفور والحقد والحسد وقلب الحقائق واستمراء الكذب والظن المغلوط والحدس المكذوب كل هذا مقرون بهوس عدائي مفرط وغير طبيعي تدفعه حالة نفسية مزرية يحاولون عبثًا إخفاءها وأنّى لهم ذلك فنبرات أصواتهم مهزوزة وتعابير وجههم مكفهرة ممسوخة وأسلوب كتاباتهم ملفق مفضوح يرددون كلمات ممجوجة منسوخة بألسنة كذابة يكررونها بسذاجة مخزية ويتعاطونها بينهم كتعاطيهم لمفسد العقول ومسبب لأجسامهم الخمول ولملامحهم الذبول مما جعلهم لأسيادهم ذيول ويروجونها كترويج السلعة الفاسدة كيف لا وبضاعتهم بالفعل كاسدة.

وقد لاحظت وربما لاحظ غيري أن جل هؤلاء إن لم يكن كلهم الذين نصبوا أنفسهم بالوكالة أو بالأصالة جنود مجندة مسلحة بالكلمة الجوفاء المليئة بالغباء والمسلوب منها الذكاء ويسلقون المملكة بألسنة حداد بالشر دون حياء وينظرون لها بأعين عمياء لا تكاد ترى بصيص الحقيقة بجلاء أقول نلاحظ أنها قد تهدلت أوداجهم وتدلت إلى الأسفل لغاليغهم وبرزت كروشهم وما يرادفها وعلت الشحوم الأكتاف كبغال سرحت في ربيع الأرياف كل ذلك من خيرات المملكة عليهم وعلى أسرهم بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق دولهم التي نالت الشيء الكثير من العطاء المتجدد اللازم والمتعدي ولكنهم تنكروا للنعمة ولم يشكروا المنعم ولا أعمم فبالتعميم ظلم فهناك من الأحرار والشرفاء من ذوي الذمم النصيحة والأخلاق النبيلة من انبرى لهم من بني جلدتهم مدافعًا عن المملكة ومواقفها المشهودة وأياديها البيضاء التي لا ينكرها إلا من ينكر ذاته كيف لا والسعودية كالشمس الساطعة في رابعة النهار في سماء صافية من الغيوم بقيادة حكام جهابذة عدول ولدوا حكامًا خلفاء في أرض الله تعالى التي وضع فيها بيته الحرام في الأرض مقابل لبيته المعمور في السماء فكانوا نعم الخلفاء والحكام برعاية الدين والبلاد والعباد يرعون القيم ويصونون الذمم ويعاملون الأمم كما علمهم القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام الذين عمروا الأرض بالطول والعرض بالكلمة الطيبة والأخلاق النبيلة والمعاملة الحسنة فها هم حكام المملكة العربية السعودية خير خلف لخير سلف منذ التأسيس قبل ما يربو على ثلاثة قرون حتى هذا العهد الشامخ شموخ طويق والسروات بقيادة قوية الشكيمة خلوقة حكيمة لا تستمد القوة والحكمة من أحد هكذا أعطاها الله تعالى القوة وحباها الحكمة فهو سبحانه وتعالى أعلم بمن يصون دينه ويصلح بيته ومرقد رسوله وعباده المؤمنين في خير الأرض وأحبها إليه فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير الموفق محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومن سبقوهم من حكام هذه الأسرة المباركة هم من ولاهم الله تعالى فأحسنوا الولاية وحاربوا الغواية ونصحوا للدين والوطن والمواطن والأمة مما يغيض أعداء الفضيلة وغرماء التقدم والنجاح فلا احترام للمتقولين والأفاكين والكذابين والمنافقين والمتفرعنين ومن يسمون أنفسهم معارضين وهم بالحقيقة خونة سافلين ولا عزاء لمن فرطت عقولهم وذلقت ألسنتهم بكلام ممجوج سخيف فباءوا بالخسران وتلبسوا بالهوان فليس لهم في سلم المجد مكان نعوذ بالله من إغواء الشيطان وتلبسه ببقايا الإنسان.

والحمد لله على الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وطيب الأرض وأداء الفرض وصون العرض وصلى الله وسلم على خير الأنام نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام.