في أولى انطلاقتها الميدانية دشّنت جمعية قمم السياحية في مدينة أبها يوم الأحد 15/03/1447هـ، دورها السياحي والثقافي ببرنامج نوعي وثري يجمع بين البُعد الوطني والتراثي والثقافي.
وفي هذا الإطار أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ مشبب بن ناصر آل مقبل، أن هذا البرنامج يأتي تجسيدًا لرؤية الجمعية ورسالتها في دعم الحراك السياحي وإبراز المكنونات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها منطقة عسير.
وقد شهدت الفعالية حضور وفد من الإدارة العامة للإشراف على الجمعيات بوزارة السياحة، إلى جانب أعضاء الجمعية، وسط أجواء مميزة من الأنشطة التطوعية التي عكست التزام الجمعية بتحقيق أهدافها التنموية وخدمة المجتمع المحلي.
– جولة سياحية وبداية مميزة
إنطلقت الفعاليات بإستقبال الوفد الزائر وتنظيم جولة سياحية ابتدأت من مزرعة ونزل ريفي ، حيث عاش الحضور تجربة البيئة العسيرية الريفية، بما تحمله من تفاصيل أصيلة تمثل هوية المنطقة وعمقها السياحي.
– لمسة وفاء لأسر الشهداء
وبالشراكة التعاونية مع جمعية أباء لرعاية الأيتام أقيم برنامج وطني ثقافي مؤثر تم خلاله إستقبال أبناء وأسر شهداء الواجب وتكريمهم، في بادرة إنسانية تعكس الوفاء والعرفان لتضحياتهم الكبيرة في سبيل الوطن. وقد جاءت هذه الخطوة لتجسد دور الجمعية المجتمعي إلى جانب دورها السياحي والثقافي.
– زيارة متحف تهلل وفنون القط العسيري
عقب ذلك، توجه الحضور إلى متحف تهلل، حيث أتيحت لهم فرصة الإطلاع على مقتنياته التراثية والفنية الغنية، والتعرف على الإرث العريق الذي يقدمه من فنون بصرية وموروث عسيري أصيل.
وخلال الزيارة، قدمت الأستاذة حليمة عسيري عرضًا عمليًا لفنون القط العسيري، وهو الفن الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. وقد شارك الزوار في تجربة عملية للرسم، مما أضفى على البرنامج بعدًا تفاعليًا ممتعًا.
– استخراج الألوان من الطبيعة.. تجربة فريدة
من أبرز ما شد إنتباه الحضور تجربة الأستاذة حليمة في استخلاص الألوان من الطبيعة، حيث تمكنت بجهودها من توفير 22 لونًا طبيعيًا مستخرجًا من مكونات البيئة المحلية، وهو ما يعكس أصالة الفن وارتباطه بالبيئة.
وقد زار الوفد المتحف واطلعوا على المقتنيات القديمة التي يعود تاريخها إلى مايزيد على الخمسمائة عاما.
– شراكة استراتيجية ورسالة واضحة
هذا البرنامج أقيم بالشراكة الاستراتيجية مع جمعية قمم السياحية، التي تسعى من خلال مثل هذه المبادرات إلى الجمع بين الوفاء لأهل العطاء من أسر الشهداء، وبين إحياء الفنون التراثية وإبراز العمق الثقافي والسياحي الذي تزخر به منطقة عسير.
وبذلك شكّل هذا اليوم الميداني علامة فارقة في مسيرة الجمعية، ورسخ دورها كحلقة وصل بين الماضي الأصيل والحاضر المزدهر، في سبيل تحقيق رؤية طموحة لمستقبل سياحي وثقافي مستدام.








