في أعماق كل إنسان تكمن قوة لا يملك أن يفتح بابها أحد سواه. قد نكون نحن الشرارة التي توقظ، أو الكلمة التي تُلهم، أو الموقف الذي يهزّ الوجدان، لكن القرار الأخير يظل حكرًا على صاحبه.
فحين نتأمل في حياتنا اليومية، نجد وندرك أننا نؤثر على الآخرين بكلماتنا، وأفعالنا، وحتى بطريقة حضورنا. لكن السؤال الأعمق: هل نستطيع أن نغيرهم حقًا؟
وهنا ندرك ونستوعب بعد عدة استفهامات
أن الجواب هو: لا، فالتغيير فعلياً قرار داخلي، ينبع من الإنسان نفسه من عمق ذاته ومستوى تجربته ، ونحن فقط مجرد مؤثرين.
الله سبحانه وتعالى أكد هذه الحقيقة في قوله:
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
وهذا يبين حقيقة أن التغيير يبدأ من الداخل، من قرار الفرد أن يعيد تشكيل ذاته.
لكن كيف يغير الإنسان نفسه و هنا تتجلى لحظات الأدراك عمليًا؟
العلم الحديث وتجارب السابقين وحتى تجارب الشخص نفسه وتجارب علم النفس السلوكي تعطينا طرقًا واضحة يمكن تطبيقها:
1. الوعي بالذات
• أول خطوة للتغيير هي إدراك العادات والأفكار التي تقيدنا وهي لحظة التفكر واعاده بناء.
• يقول علماء النفس: “ما لا تلاحظه لا تستطيع تغييره”.
2. التحفيز الداخلي
• التغيير لا يستمر إن كان سببه إرضاء الآخرين فقط.
• بل يحتاج لدافع داخلي قوي (قيمة، حلم، أو هدف شخصي).
3. الخطوات الصغيرة المتدرجة
• التغيير الجذري المفاجئ نادرًا ما ينجح.
• بينما تقسيم الهدف إلى خطوات صغيرة يخلق شعورًا بالإنجاز المستمر.
4. إعادة تشكيل البيئة
• بيئتنا إما أن تعزز التغيير أو تحبطه.
• وجود أصدقاء مشجعين أو إزالة المشتتات يزيد فرص النجاح.
5. الالتزام والمتابعة
• التغيير رحلة تحتاج صبرًا ومثابرة، لا قرار يوم واحد.
نحن مؤثرون ولسنا مغيّرين.
التغيير بيد الإنسان نفسه، يبدأ حين يقرر أن يتحمل مسؤوليته، ويخطو خطوات عملية نحو ذاته الجديدة.







