هناك أوطان لا تُروى حكاياتها بالكلمات وحدها، بل تُحس في نبض القلب، وتُرى في العيون، ويُصنع مجدها في صمت التاريخ. وهكذا هو وطننا… وطن الأفعال، لا الشعارات الرنانة.
اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس المملكة العربية السعودية، يبدو وطني كعروس تتزين بألوانها الخضراء الزاهية، وسيفها الذي حكم بالحق، وعزها الذي تأصل في طبعها، وكرم أهلها، وأصالة امتدت عبر ثلاثة قرون.
تجسّد هويتنا هذا العام تحت شعار “عزنا بطبعنا”، وقيمها تتحدث عن نفسها:
•عزنا بأصالتنا
•عزنا برؤيتنا
•عزنا بجودنا
•عزنا بكرمنا
•عزنا بفزعتنا
•عزنا بطموحنا
هذه القيم ليست شعارات على الورق، بل نبض حي سطره التاريخ منذ أن وضع الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – أول لبنة في هذا الكيان، وأكملت أجيالنا هذه المسيرة جيلًا بعد جيل، حتى عهد الحزم والعزم بقيادة الملك سلمان – حفظه الله – وولي عهده الأمين، الذين حملوا الرسالة وأوفوا الأمانة برؤية طموحة تعانق السماء، وتكتب فصول المجد والعز.
لنا جميعًا دور في كتابة المستقبل. فنجاح الأجيال المقبلة يعتمد على كل واحد منا، وعلى التزامنا بقيم العمل والعطاء. إن احتفالنا بالذكريات التاريخية لا يقتصر على الماضي، بل يتوجه إلى أحلام المستقبل وطموحات أبنائنا وبناتنا. فكلما تزينت سماء وطننا بأفكار جديدة ومبادرات مبدعة، كلما أضأنا الطريق لجيل يستحق الأفضل.
علينا أن نستمر في زرع قيم العمل الجماعي والتضامن والوحدة، فكما قال الملك سلمان – حفظه الله –: “النهضة لا تأتي إلا بالعمل والاجتهاد”. تاريخ المملكة هو مزيج من التحديات والإنجازات. لقد شهدنا مراحل صعبة، ولكن بالتفافنا حول قيادة واحدة، وبإصرارنا على النجاح، تمكنا من تخطي العقبات وتحقيق الإنجازات. اليوم، نحن نشهد تطورات سريعة في جميع المجالات من الاقتصاد إلى التعليم، وفخورون بقيادتنا الحكيمة التي تعمل بجد لتحقيق رؤية 2030.
ونحن نحتفل بذكرى تأسيس وطننا، لنستذكر التضحيات التي بذلها الأجداد، والجهود العظيمة التي بذلها كل فرد لبناء هذا الكيان العظيم. إن الأجيال القادمة هي أمانة في أعناقنا، ويجب أن نغرس فيهم روح الوطنية والانتماء، كي يكملوا المسيرة نحو المزيد من المجد.
فلنقف جميعًا في وجه التحديات، ولنتشارك في رؤية المستقبل الذي نطمح إليه. فكل يوم في هذا الوطن هو فرصة جديدة لنسطر المزيد من الإنجازات، ولتكن كلماتنا وأفعالنا دليلاً على وفائنا وعزمنا.
وختامًا، لنرفع الأعلام ونحتفل بحماسة، ولنتذكر أن عزنا بطبعنا هو ما يجعل وطننا حكاية لا تنتهي، بل تتجدد مع كل إنجاز وكل حلم جديد. وكل عام ووطننا بخير.








عزنا بطبعنا
عزنا بقلمك المبدعة أستاذة نوال الشمراني
بوركت نوال وبوركت كلماتك
مها الشمراني