هل يعلم شبابنا أن هناك عشرات آلاف الريالات تدور كل ليلة في مهن لم يلتفت إليها أبناؤنا ولا بناتنا؟ مهن يحتكرها وافدون، قد تكون إقامتهم غير نظامية وأعمالهم خارج إطار الحوكمة، فلا الجهات الرسمية على علم بها ولا يوجد سبيل لتتبع أموالها.
من هذه المهن:
• التصوير في الحفلات والمؤتمرات والأعراس.
• الضيافة في المناسبات.
• الطبخ الشعبي.
• تنظيم الحفل من الألف إلى الياء.
عشرات الآلاف تُصرف في ليلة واحدة، وفي كل فندق أو قاعة مناسبات، تذهب مباشرة إلى جيوب أجانب جاءوا إلى بلادنا، وتعلموا هذه المهن حتى سيطروا عليها، حتى أصبحنا نرى الاعتماد عليهم أمراً لا مفر منه.
كيف تغلغلوا في مجتمعنا؟ وكيف أحكموا قبضتهم على هذه المهن؟ الأدهى أن كثيراً منها لا يخضع لرقابة فعلية، فما بالك بمتابعة الأموال التي تتداول فيها؟
وهنا السؤال: من يتحمل المسؤولية؟ هل هو شبابنا ورجالنا الذين عزفوا عن هذه المهن؟ أم أصحاب الحفلات والأعراس الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أبناء الوطن والتعاقد معهم ومنحهم الفرصة؟
في كل زفاف، انظروا إلى عدد الكاميرات، الثابتة والمتحركة و”الكرين”، التي توثق الحفل من البداية للنهاية… واسألوا: أين السعوديون؟ هذا ليس حسداً ولا غيرة، بل حديث عن فرصة عمل وعائد مالي ضخم. أليس أبناء الوطن أولى؟
ثم أين دور الجهات المعنية؟ لن يأتي مصور أو فريق تصوير ليعمل مجاناً “لعيون العريس”. هناك عقود وأموال طائلة تتحرك في الخفاء، بلا توطين ولا حوكمة ولا تتبع.
إنها مهن تمثل اقتصاداً موازياً، يدور خارج الرقابة، بينما شبابنا يبحث عن وظائف ويشكو قلة الفرص. المطلوب اليوم واضح: تدريب وتأهيل، إلزام بالتوطين، رقابة مالية، وكسر الصورة النمطية عن هذه الأعمال.
وحتى يحدث ذلك، سيبقى السؤال معلقاً:
من المسؤول عن ضياع هذه الفرص؟
د:علي السلامة







