في الآونة الأخيرة، انتشرت المطبات الصناعية في شوارعنا بشكل لافت، فتجدها أمام المساجد والمدارس، وقبل الميادين، بل وحتى أمام بعض المنازل، دون دراسة كافية لمواقعها أو تأثيرها على المركبات والمارة.
للأسف، كثير من هذه المطبات صممت بشكل مرتفع جدًا وغير مدروس، مما يجعل عبورها صعبًا حتى على السيارات الصغيرة، ويؤدي إلى احتكاك أسفل المركبة، خصوصًا عند وجود ركاب أو حمولة. والأسوأ من ذلك أن بعضها يفتقر إلى الطلاء الواضح أو العلامات التحذيرية، مما يجعلها غير مرئية للسائقين، وخاصة في الليل.
وقد يتسبب هذا الإهمال في وقوع الحوادث؛ فعند تفاجؤ السائق بالمطب، يضطر للفرملة المفاجئة، مما قد يؤدي إلى اصطدام المركبات من الخلف، ويؤثر سلبًا على انسيابية الحركة المرورية، ويستهلك وقت المواطنين، ويشغل الجهات الأمنية عن مهام أهم في التنظيم والتطوير.
ومن الجانب الاقتصادي، فإن هذه المطبات تتسبب في أضرار بالغة لسيارات المواطنين، مما يؤدي إلى تلف القطع الميكانيكية واستهلاكها بشكل متسارع، الأمر الذي يكلف أصحاب المركبات والدولة مبالغ طائلة في الصيانة وقطع الغيار.
ولا تقتصر الأضرار على الممتلكات فحسب، بل قد تصل إلى الأرواح، حيث يمكن أن يؤدي الارتطام العنيف بالمطب إلى إصابات خطيرة، خاصة إن كان في المركبة امرأة حامل أو كبار سن أو أطفال، وهذا بدوره يشكل عبئًا إضافيًا على القطاع الصحي.
ومن المؤسف أن هذه المطبات، رغم أضرارها، لا تردع المفحطين أو المتهورين الذين لا يبالون بها، بل يواصلون قيادتهم الطائشة، ويشكلون خطرًا أكبر على السلامة العامة.
ختامًا، نأمل من الجهات المعنية تقنين المطبات الصناعية، وتطبيق معايير واضحة في مواقعها وتصميمها، بحيث تكون بانحدار انسيابي لا يؤذي المركبات، مع وضع طلاء عاكس أو إنارة تحذيرية، وتنبيهات مسبقة بمسافة كافية، حفاظًا على السلامة العامة وممتلكات المواطنين