أعني بذلك النفقة على أبناء المطلقة ومافي حكمها وبالاخص من خلعت نفسها بمحض ارادتها بسبب او بدون ما سبب واضح
وليس لي تجربة مباشرةمن الدرجة الاولى مع فحوى عنوان هذا المقال أما بشكل غير مباشر فنعم فقبل حوالي أربعين سنة توفي عمي شقيق أبي رحمه الله تعالى وله ولد صغير لايتجاوز عمره آنذاك العامين بل اقل من زوجة مصرية فأرادت الذهاب لأهلها بمعية إبنها فعملت لهما التاشيرات والتذاكر اللازمة للسفر مشترطاً عليها عودة الابن للمملكة عند بلوغه سن الدراسة لتكون دراسته ببلاده وقبل السفر ذهبتُ لمحكمة الخرج وقابلت احد القضاة غفر الله له ورحمه وهو الشيخ الجليل عبد العزيز الجريوي فأخبرتة خبري كله وطلبت منه فرض مبلغ نفقة للولد لأدفعها لوالدته شهرياً حسب مايراه فضيلته وليس لدي مانع من اي مبلغ يحدده ولكنه رحمه الله تعالى وقد عرف قرابتي للولد ووضعه ووضع والدته قال ليس عليك نفقة مفروضة ومقننة يمكن تحديدها حتى ولو كان ولدك من صلبك وأضاف ألم تقرأ قول الله تعالي في كتابه الكريم(ولينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لايكلف الله نفساً الاماأتاها سيجعل الله بعد عسر يسراً) الاية وقال يا ابني اعطهم ماتستطيع صدقة وصلة غير ذلك ليس عليك شيء فأخذت توجيهه ونصيحته رحمه الله تعالى فكان ماكان وما قدرني عليه الرحمن .
وأوردت هذه القصة رغم قدمها لماهالني مما أسمعه من قصص يندى لها الجبين وتهتز لها القلوب في النفقات التي يجري فرضها على المستطيع وغير المستطيع على حد ٍ سواء والادهى من ذلك والأمر مايكون من بعض الزوجات التي تطلب الفراق وتسعى له بكل السبل وعندما يحصل يتبين بأن هدفها من كل ذلك هو مقاسمة الرجل رزقه حتى ولو قل وإهانته في حياته حتى يذل وفوق ذلك تحارب الله تعالى بإستعداء اولاده وبناته عليه الذين هم نتاج حياة زوجية كانت سعيدة فقلبت لها ظهر المجن لما سمعت من الصديقة فلانة والصديقة علانه من أنها خلعت أبا العيال وحصلت على نفقة لكل أبن وبنت مبلغ معين من المال شهريآ ويؤخذ من دخله مهما قل وزيادة على ذلك يدفع إجار المسكن الجديد للعائلة الخالعة ثم يصبح هذا الاب غير مرغوب برؤيته ولاسماع صوته الذي كان يجلجل في جنبات البيت قبل يرتحل الشيطان شريكته وتفتح أذنيها وتعير سمعها لرسل الشيطان ومعاونيه الذين اذا افلحوا في فراق الزوجين كان لهم الحظوة العظمى عند كبيرهم الذي علمهم الكيد والمكر وتفريق الأحباب وفي أحيان كثيرة تمنعه حتى من رؤيتهم والسلام عليهم وتقف العلاقة بينهم على استقطاع المبلغ المعلوم في كل شهر .
هناك قصص في هذا الباب حقيقية واقعة هدمت بهابيوت وشتت بها اسر وفرق بها احباب وقصمت بها ملذات وكلها لها أسباب لاشك في ذلك ولكن تلك الاسباب منها الواهي الذي من المفترض الا يؤثر على حياة الاسرة ومنها ما يمكن تجاوزه بأيسر الخطوات من الطرفين ومنها مايحتاج الي صبر على الملمات وتغليب الحسنات على السيئات وتقريب ما للنظر من وجهات حتى يتم تدارك مايمكن تداركه وابقاء الامور في نصابها لتستمر الحياة على ماقدر لها .
والقليل النادر الذي ليس له علاج أنكسرت به القلوب وسبح به الدمع الصبوب على فراق من كان في سالف الايام اغلا محبوب
ثم حان لسبب ما لجبل الثلج ان يذوب فحل الفراق بعدما دمّر ماكان بينهم من ود ورحمة داخل الاعماق وكان بلا شك مر المذاق وجاعل الابناء بين قاطع وعاق ولايحسون بماهم فيه الا عندما تلتف الساق بالساق ويصير الي الله المساق .
أما وقد اصبح هذا السلوك في هذا الزمان واضح للعيان ومن الكثرة بمكان ومن أهم دوافعه الجشع والطمع مع إنعدام التفكير وضعف الايمان وبالاخص لدى بعض النسوان اللاتي ينخدعن بما يقال من حرية مزعومة ودراهم من مال الصاحب معلومة
مع التحرر من الحياة المشؤمة ولم يدر بخلدهن الانتقال بأسرهن الي أسر مكلومة
من مقومات الحياة السوية معدومة الي غير ذلك من نتائج حتمية كالإنكسار والحرمان وتفكيك ماكان لتلك الاسرة من مكانة وكيان .
من القصص المؤلمة والواقعة فعلاً خلعت احدى الزوجات زوجها وبينهما عدد من الاولاد والبنات في أحدى المدن في المنطقة الوسطى وطالبت بنفقة العيال وسكن لهم فحُكم لها بذلك وإمعان في إغاضته الزوج وممارسة كل اشكال النكد ضدة وحتى لايتمكن من رؤية أبنائه ذهبت بأولادها الي المنطقة الجنوبية واستأجرت على حسابه سكن ويأتيها الاستقطاع من راتبه شهريا مقابل السكن والنفقة وكان محدود الدخل ليس لديه سوى راتب وظيفته المتواضعة
ومايتبقى من الدخل لايفي بمقومات حياته الشخصية دون التفكير بالزواج مرة اخرى ومن الحنق والغيض وانعدام الرؤية وانغلاق باب الامل لديه إستقال من عمله
ولسان حاله يقول اعيش معدماً ولاتأخذ خالعتي جل دخلي وتعطيني مقابل ذلك القهر والحرمان من كل اسباب الحياة الكريمة .
وغير هذه القصة الكثير والكثير والحال واحد الا مع ميسوري الحال فهؤلاء استثناء
أما وقد تبدلت احوال كثير من النساء بين عاملات وموظفات وسيدات أعمال وزاد دخلهن على دخل بعض الرجال وتساووا في اشياء وأشياء فهل وصل الي الجهات المعنية مثل هذه الحالات فنظرت مشكورة في هذا الموضوع من جميع جوانبه ليواءم بين النصوص الشرعية وماحدث من تبدل وتطور بالاحوال الاجتماعية للرجل والمرأة ولتكون الاحكام في ذلك تعتمد على حال الرجل والمرأة والقدرة المادية لكل منهما ليتسنى للأسر التي تتعرض لمثل هذا للعيش بسلام ولاتنقطع أواصر القربى وتحدث شروخ يستحيل اصلاحها بسبب حفنة من المال والغلبة عليه نتيجة احكام ربما بنيت على ماكان معمول به في زمن يختلف عن الحاضر والذي تبدل فيه كل شيء .
والله اعلم
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج/ ١٤٤٧/٤/٢٤هه
المشاهدات : 63802
التعليقات: 0







