من منِّا كان يعتقد يومًا أنَّ الحياة ستتوقف لفقدان حبيب أو خيبة أمل في صديق أو لسوء مقام طال به فترة من الزمان.
لا خلاف بين شرق وغرب عندما يتعلق ذلك بالشعور الإنساني فربما تفقد ثقتك بأخ أو قريب ولكن كل هذا لن يدوم طويلاً فسبحان من سخَّر لنا نعمة التسامح ولغة العفو وفضل النسيان.
الحياة كالنهر الجاري يمحو ويأخذ في طريقه كلما علق به ويبدله شيئاً آخر فهناك من يستفيد وهناك من يفيد والبعض ينتظر على ضفافه لعل أن يأتي يوم جديد يكون له فيه نصيب.
لا تجزع ولا تغضب فهي أقسام وزعت وسيأخذ منها الجميع فإن كبرت قناعتك كان الرضا وإن همت بك الأطماع هامت وتفرقت بك السبل.
ابذل الأسباب وانتظر عطاء السماء واحذر السخط فهو آفة النفس وطريق الهاوية.
ابدأ يومك واحرص أن يكون لك فيه أثر قبل نهايته لتشعر بفرح ولذة العطاء ولاتنسى نفسك فينساك من حولك.
كلما تقدم الإنسان تذكر الماضي وعاد له بشجن ليس لسوء حاضره فهو بطل الرواية الأولى ومُخرج الثانية
وشاهد العصر عليهما معًا.
كم هو محزن ذاك السبعيني الوحيد
وعندما تسأل عن أحواله يحمد ويشكر ثم يقول لقد مرَّ الجميع من هنا وبقيت أنا اقتفي آثارهم وأروي عنهم وأشعر بأنني غير بعيد.
هل تعلم بأنَّ الحياة تشبه ذاك الممر الصخري الضيق يتجاوزه البعض ويعلق آخرون ويظل هو الوحيد الصامد منتظراً قاصيده فإما تخطاه ونجا أو عاد أدراجه وانتهى.
سيدة الكون قالت لي يومًا لا تحزن وانظر كيف نمضي يوماً كاملا نجمع الحطب ثم نجتمع في ساعات أقل لنحرقه ونتحلق حوله لنشعر بالدفء من أجل لحظات لن تعود !!!!!عملنا ثم من أجلها عدنا تلك هي بكل فصولها.
ولتستقيم هي أقرب لتلك الحبال الممتدة يتجاذبها طرفان كل منهما يُريد أن يظفر بالآخر.
فليس بينهما رابح ولن يعترف أحدهم بالخسارة.
ومضة:
إن كان من المنطق أن تجد جواباً لكل سؤال فعليك أن تعلم أولاً متى تستطيع أن تسأل.