الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

المشاهدات : 60298
التعليقات: 16

صنبور الماء

صنبور الماء
https://www.alshaamal.com/?p=285981

في اوائل أيام هذا الشتاء وفي أوقات الفجر الباردة كنت أقف أمام صنبور الماء المنهمر لمدة تزيد عن الربع الساعة منتظرة وصول الماء الدافئ ثم ابدأ بالوضوء ، وبعد تكرار هذا الموقف أحسست بمشاعر التأنيب و تسألت كيف استعد لعبادة لقاء الله بمعصيته واهدار نعمته علي !!
وبدون تفكير أجبرت نفسي على الوضوء بالماء البارد والحقيقة وجدته منعشًا ومنشطًا فقد شعرت بحيوية ويقظة اثناء صلاة الفجر لا أعلم ماهو السر بين الماء البارد والنشاط!!

هذه التجربة جعلتني أفكر في حقيقة اننا نعيش في عالم تهيمن عليه النزعة الاستهلاكية وذلك لسهولة حصولنا على احتياجتنا، هذه السهولة أراها مشجعة للبعض على المزيد من الإهدار والاستهلاك، ليس فقط كما حدث معي وصنبور الماء البارد بل يشمل التبذير والاستهلاك في كل جوانب حياتنا،
فالتبذير أسلوب تفكير ومستوى وعي وليس مستوى مادي ،،لذلك يتطلب التحرر من قيود الإسراف
تحولاً في طريقة التفكير نحو الاستهلاك الواعي وذلك من خلال التساؤل عن الدوافع وراء رغبتنا الاستهلاكية ؟؟

الإسراف سلوك مكروه و منبوذ نهى عنه ديننا الحنيف يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
وهذا يشمل حتى العادات الحسنة كالكرم وحب العطاء ، ومشاعرنا نحو الاخرين والاشياء.

الحياة الاستهلاكية وحب الإنفاق لصنع صورة لامعة أمام الآخرين وحب التقليد ليس إنجازًا ،،
وهنا يجب إعادة تقييم ما يجلب المعنى والإنجاز الحقيقي لحياتنا .
لذلك عندما تقوم بعملية الشراء والإنفاق راقب مشاعرك وأسأل نفسك هل شعرت بالسعادة والرضا أم هناك شعور مخفي في العمق تقاومه وسوف يظهر لاحقًا!! كالشعور بالندم والتأنيب !!! هل ستحسب ما أنفقته خسارة وضياع للمال؟؟ هل نظرت الى سلوك الإسراف كطوق يقيد حريتك؟
نعم الإسراف طوق يقيد الحرية بطرق مختلفة. والحالة المالية تتصدر القائمة ، فقد يجد الأفراد أنفسهم مثقلين بالديون وهم يحاولون الحفاظ على نمط حياة مترف يتجاوز إمكانياتهم فتتحول حياتهم الى توتر وقلق مستمرين ليضيع طعم حياتهم دون أن يشعروا . ينشط هذا السلوك في المناسبات الخاصة والعامة الدينية والوطنية والشعبية فلننتبه لذلك و لنعقد نية متجددة تضيء تجربتنا في الإنفاق المتوازن التى علمنا اياها رب العالمين والتى جسدها سلوك رسولنا الكريم محمد علية افضل الصلاة والسلام فالرضا يسد النواقص.

دعونا نسعى جاهدين للتحرر من قيود الإسراف واحتضان حياة البساطة والوفرة الحقيقية. ففي عالم الإفراط نجد ان التوازن تكامل بين الإنفاق والرفاهية.

إن الحمد والامتنان لله على نعمه سيعمل في داخلنا على خطين الاول الشعور بالرضا والثاني تقدير النعمة وهذان الخطان كفيلان برسم خارطة إنفاقنا،
وسنتعلم أن صوت الماء المهدر من صنوبر الماء هو جرس تنبيه .

للكاتبة : ليلى سعد القحطاني

التعليقات (١٦) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

  1. ١٦
    زائر

    ‏كلام طيب ومفيد

  2. ١٥
    زائر بوعبدالله

    مقالة ممتازه تعبر عن واقع نعيشه. لقد أبدعت

    الكاتبةفي طرحها لهذا الموضوع.

  3. ١٤
    زائر

    مقالة جدا مهمة في فكرتها ومعانيها. دائما مبدعة

    الكاتبة: ليلى القحطاني

  4. ١٣
    زائر

    مقالتك تعكس وعيًا عميقًا بقضية الإسراف والاستهلاك، وتطرح رؤية تأملية حول كيفية تعاملنا مع النعم التي منحنا الله إياها. لقد نجحت في الربط بين السلوك اليومي البسيط، مثل انتظار الماء الدافئ، وبين القيم الأكبر المتعلقة بالاستهلاك الواعي والرضا بما لدينا. هذا النوع من التفكير يدعو إلى التحرر من قيود المادية والانغماس في حياة أكثر توازنًا وبساطة.

    أعجبتني فكرة أن الإسراف ليس مجرد مسألة مادية، بل هو أسلوب تفكير يتطلب تحولًا في الوعي. كما أنك أشرت بشكل لافت إلى أن الإسراف قد يقيد حريتنا ويسبب التوتر والقلق، وهو أمر يحتاج إلى تأمل من الجميع، خاصة في ظل ثقافة الاستهلاك السائدة.

    ختامًا، دعوتك إلى الامتنان والرضا كأساس للإنفاق المتوازن هي رسالة قوية ومهمة. نعم، الامتنان للنعم وتقديرها يمكن أن يكونا المفتاح لتغيير سلوكنا نحو حياة أكثر توازنًا ووفرة حقيقية. هذه المقالة تذكرنا بأن البساطة ليست نقصًا، بل هي وفرة في القيم والمعنى.

  5. ١١
    زائر

    نظرا لزيادة الوعي بالتخطيط المالي والوعي بإدارة الحياة يختلف عما قبل
    هناك توجه لتقليص الإنفاق على السلع الفاخره والالعبامات التجاريةفاخرة
    .

    وفاء الغامدي

  6. ١٠
    زائر

    دائماً مبدعه أستاذه ليلى بطرحك واسلوبك
    👏🏻

  7. ٩
    زائرحوريه البوعينين

    شكر للأستاذة ليلى على وعيها الديني والوطني فيما كتبته في مقالة صنبور الماء حيث حذر القرآن من الإسراف حيث قال ولا تٌسرقوا وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لاتسرف في الماء ولو كنت على نهر جاري هذا من ناحية الدين ومن ناحية الوعي الوطني عدم الإسراف في استهلاك الماء لانه ثروة وطنيه تقدمها لنا مملكتنا الحبيبة فلا بد ان نحافظ عليها ولانهدرها وهنا يأتي الضمير الحي والتقوى في كل أمورنا الحياتية.

  8. ٨
    زائر

    مقال جميل و اعتقد انه يقرع جرس التنبيه في حياتنا اليوم.. لاننا بكل اسف أصبحنا نسخ مكرره من الآخرين حتى في الأشياء البسيطة و الأكثر اسفا أننا نجتهد في ذلك.. نعم الرضا هو مفتاح التوازن و الذي سيولد السعادة.. شكرا أستاذة ليلى مقالك جاء في وقته 🌹

  9. ٧
    زائر

    نعم هذان الخطان لابد من أن نجعلهما نهج في

    طريقة تعاملنا في توفير احتياجاتنا

  10. ٦
    زائر

    مقالة رائعة تحاكي مانعيشه هاذي الايام من اهدار

    للموارد عامتاً

    شكرا ليلى اتمنى لك كثيرا من التقدم وان تكتبي

    مقالات مثل هاذي المقالة الجميلة المفيدة اختك

    ندى المنشي

  11. ٥
    زائر

    حبيبتي ليلى…..المقال لامس فيني شعور امر فيه كل صباح بين حب الماء الدافي وبين الخوف من التبذير جزاك الله خير ….الله يجعله عمل خالص لوجه الله

  12. ٤
    فادية

    سلمت أناملك وأفكارك الجميله

    موضوع رائع ورساله جميله

  13. ٣
    زائر

    ماشاءالله مرا كلامك صحيح🩷

  14. ٢
    زائر

    كتابة التعليق

  15. ١
    يوسف سوقجي

    الأستاذة: ليلى القحطاني كاتبة مبدعة ومتألقة
    سلمت أناملك التي خطت هذة الكلمة وصاغت هذة الجُمل