قدْ يكون مِنْ سُلالة راقية مِن أجودْ سُلالاتْ الأبل ، ولكنَّ أصحابهُ غطوا عُيونه،
وَجَعلوه يدورْ حولَ مِعصَرة حُبوب السِمْسم وهو يظنُ أنه صعدَ الجبل ، فإذا جاءَ وقتْ القِائلة كشفوا عن عِيونه وأعطوه بقايا حبوبْ قِشارْ السمسمْ حتى يكبرُ سَنامهُ ويعودُ لِنفسْ المِعصرة!! وإذا شابَّ رأسهُ وأنكسرَ ضِرسه بآعوه في سُوق الجِزارة !
جميلْ هَذا الوصف !!
إحذر أن تكونَ مميزاً وتملكُ الشيء الكثيرْ وتبقى في دائرةً مغلقةً من النمطيين ، جيل ( الله لايغيّر علينا )
أو ممن يمتصون طاقتك وإبداعك ويسخرونه لإهدافهم وتلميعْ كياناتهم واسماءهم بِزعم أنَّ التاريخ لا يكتبُ أسماء الجنود ، فالبعض يستغل ماتملكهُ أنتَ من الطاقات والتميز والإبداع ويجيّره له وهم ينمطونك بإنك لازلتَ صغير ومحدود التجاربْ وتحتاج سنين حتى تكون أفضل مما أنت عليه ، وأنت تملك كل المقوّمات الرسمية للعطاء وَنفع المجتمع ،،
وأنت أفضل بمراحل منهم حتى لايلمع نجمك وتُشرق شمسك ،
هولاء هُم يستنفذونَ عقلكَ وقُوتك وإبداعك الذي أنت لم تكتشفه وقد تعرفه في ذاتك،
ولكن تؤطي رأسك حتى لاتخسرهم ،
العمرْ أغلى من الذهب ، وسنينك ذهبية وإذا مضت لن تعود ، والعقل له جَلْد وقوة وإستذكار ،
ولذلك أنت شبَّ عنِ الطوق ، إخلع السرجْ من على ظهرك ، إنزعْ الخِطام مِن أنفك ، لأنكَ عضوٌ نافع في وطنكْ وَتعبتَ في مسيرتك ، وتمّلك النفسَ الراقيةَ الانيقة في أداء دورك،وعالمي الإبداع ،ومن حولك بدائيين النزعةْ والمورد ، ولازالوا يكّرهون المُبدعين ويريدونَ أنّ تبقى
بَعير السّمْسمْ ، تطحن لهم وتُنتج لهم الزيتْ الغالي النادر، ويعطونك قشور السُمْ سِمْ ، ولو حاولتَ أنَّ ترفع سقفْ إبداعك أو لفتْ أنظارالبعارين معكْ ،يُمارس عليك الإقصاء بشتى طُرقه وقدْ تصل لأربى الرِبى ، ولذا من دَرَسك في الصّف الأول في حينها كانَ ولازال صاحبْ الأيادي البيضاء في تعليمك ولكن لو رجعت لهُ بعد غياب ٢٠ سنة ستجدهُ بنفس الرِتم ، ونفسْ المرحلة العمرية ويشكرْ عليها ولكن هذه حدودهُ وله الأجر والدعاء والثناء ، حتى ولو تطوّر في أداءه وأستخدم عروض البور بوينت واستخدامات وسائل التعليم الحديثة، لكنه هذا حدود تخصصه وهو يجهزك للإنطلاقة،
فلا تبقى على رِتم من حولك ومن برمجك حذو قُذِتهم ،
وأنطلق وِفق الرؤية العظيمة ٢٠٣٠ حتى نحقق سُعوديتنا العُظمى ونصبح صالحينْ المواطنة ومؤثرين في العالم كله ، ونحقق ذواتنا ولايستغلك أحد في تنفيذ أهدافه ومصالحه ،لأنك بِلا هَدف ولا رؤية ، أعدْ ترتيب أولوياتك، إقتصد في كل شيء ، (من الصعب تشرب كوب قهوة ليست سعودية بـ ٢٥ ريال )،
إختصر ، تعلمْ قول ( لا) ، قْللْ من أبشر إلا في موطنها ، وطّور نفسك حتى يكون اليوم أفضل من أمس ، كل مايخصك أنجزه، وأهدافك العظيمة الكبرى قسمها إلى أهداف صُغرى ومنطقية ، وجّدول أولوياتك ، ونام ليلاً ، وأعمل بحماس نهاراً ، كافيء نفسك بنفسك ولو بتقديم صدقة جارية ، ورتب أهدافك واستشرف المستقبل حتى لا تُصدم في المنعطفات ، وقدم النية الحسنة والفأل الطيب ،
تصبح أنت هو أنتَ الذي تريد !!
لا بعير السُّم سِمْ الذي يبحثون .
المشاهدات : 141547
1 تعليق








مقال رائع وعميق في فكرته وطرحه 👏🏻
يتجاوز السطحية ليغوص في جوهر الإنسان الطامح للإبداع والتميز وسط بيئة قد تُحاول كبحه أو التقليل من عطائه.
الكاتب أبدع في الربط بين الوعي الذاتي والقدرة على الانطلاق نحو رؤية 2030، مستندًا إلى فلسفة التحفيز الداخلي والاعتزاز بالقيمة الشخصية.
فيه دعوة ناضجة للنهضة الفردية، وتأكيد أن من يعرف نفسه لا يُقاس بعيون الآخرين بل بنور عطائه