مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الثلاثاء, 28 شوّال 1445هـ

الفجر
04:17 ص
الشروق
05:42 ص
الظهر
12:18 م
العصر
03:45 م
المغرب
06:54 م
العشاء
08:24 م
المشاهدات : 50971
التعليقات: 0

((عليك نفسك))

((عليك نفسك))
https://www.alshaamal.com/?p=185608

بسم الله الرحمن الرحيم
العقل نعمةوالتعقل إحتساب والتعامل إكتساب والانسان الموفق صاحب العقل المتزن الرزين يهتم بنفسه وينظرحولها ويقوّمها ويأطرها على الحق والإستقامةومايعنيها أطراً فهي كالمهرة التي لم تروض وتحتاج الي خيال متمرس ليروضها لتتعود على الامتطاء والانقياد بسهولة الي مبتغى صاحبها دون ممانعة أو مناكفة . والنفس كذلك تحتاج إلى خبيرحكيم متمرس مميز يفرّق بين ما يعنيه وما لا يعنيه ، فترك مالا يعني الإنسان رجاحة بالعقل واعتزاز بالنفس وثقة بها وشموخ وعلو بالهمة ونفس الإنسان على ثلاثة أحوال مطمئنة ولوامة وأمارة بالسوء وهذه أفسد حالاتها تحتاج الى مجاهدة عظيمة لخزمها وتعديل سلوكها لتستقيم على الحق قال الله تعالى (إن النفس لأمارة بالسوء الا مارحم ربي إن ربي غفور رحيم) الاية وقال تعالى(بل الإنسان على نفسه بصيرة)الاية وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني)
وقال الشاعر العربي :
عليك نفسك فتش عن معايبها
وخل عن عثرات الناس للناس ِ
وقال آخر :
النفس كالطفل إن تهمله شب على حب
الرضاع و إن تفطمه ينفطمي
‏وقال آخر :
‏أقبل على النفس وأستكمل فضائلها
‏فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

‏ولب الموضوع هاهنا هو أن كثيراً من الناس جبل على حب الحديث عن الآخرين بخير او بغير فحال نفسه وديدنها فعل فلان كذا وقال كذا وكذلك علان فعل وقال ولو لم يفعلوا ولماذا فعلوا لقد أساء فلان عندما فعل كذا وكذا وليته لم يفعل ولو فعل كذا وكذا لكان أولى وأحسن وكأنه قيّم على الناس وموكل بهم وبما يعملون ولايحدث نفسه ولايؤنبها عما هي فيه من الاشتعال بخلق الله المسيء منهم والمحسن على حد ٍ سواء هم شغله الشاغل في فطنته وسهوه وفضوته ولهوه وفوق هذا يتلقف الحديث من الاخرين عن آخرين ليقوم بتلميعه وزيادته ونشره كعادة سلبية سيئة أوعلى سبيل التشفي أو لتشويه سمعة وصور الاخرين تسعفه في ذلك خبراته المتراكمة في هذا المجال النتن الممجوج في اغلب حالاته وصوره الا يعلم انه ترك مايعنيه واشغل نفسه وذهنه وفكره بما لايعنيه ثم هل لديه إحساس وشعور فيما يسببه للأخرين من آلام وجروح لمشاعرهم واحاسيسهم كيف لا وهو يتتبع عوراتهم رغم أنها لا تغنيه ولا تعنيه بشيء وربما يعزا ذلك إلى أن لديه عيوب أثقلت كاهله وعورات في نفسه يحاول إخفاءها أو تناسيها بالانشغال بغيره ظلماً وعدواناً فليس له قوامة الا على نفسه فإن لم يستطع إصلاحها فلن يصلح غيرها بل يعتبر في هذه الحاله من المفسدين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، يفسدون على الناس حياتهم بغير حق قال تعالى ( ياأيها الذين أمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراًمنهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا انفسكم) الاية وقال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا أجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن أثم ولاتجسسوا ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)
وفي حديث أبي برزة الاسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(يامعشر من أمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لاتغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورتة فضحه ولو في جوف بيته)
ومن حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول ألله صلى الله عليه وسلم (لاتحاسدوا ولاتناجشوا ولاتباغضوا ولاتدابروا ولايبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخواناً المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب إمرىءٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)رواه مسلم

وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :

إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى
ودينك موفور وعرضك صينُ
لسانك لاتذكر به عورة إمريءٍ
فكلك عورات وللناس ألسنُ
وعيناك إن أبدت إليك معايباً
فدعها وقل ياعين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتي هي أحسنُ

فلا الآيات الكريمة ولا الأحاديث الشريفة ولا الشعر الحكيم ولا أخلاق السلف الصالح وما نقل عنهم من تعفف عن ذكر خفايا الناس واعراضهم وتتبع عوراتهم كل هذا لم يدع لنا عذراً فلاجهل نتتقى به ولا أختلاف في سوء هذا الخلق أو اذاك فنتخذ الاختلاف ذريعة للوقيعة بأعراض الناس وعوراتهم وخفايا حياتهم .
أليس في حياة كل منا مايشغله عن غيره ليس عن العيوب فحسب بل في كل الأمور الحياتية الاخرى ، فبين أشتغال بالذكر والعبادة وتأدية الشعائر الدينية الي الاشتغال بالاسرة ومعاشهم وتربيتهم والقوامة عليهم الي الواجبات الاخرى الاجتماعية والوطنية ، في كل هذا مندوحة لنا عماهو محذور وممنوع شرعاً وعرفاً وخلقاً من ظن وتجسس وغيبة ونميمة وانتقاص وأحتقار وسب وشتم وهمز ولمز وسخرية فجة ليس لهذا كله أساس ولابرهان ولا أنزل الله به من سلطان والله المستعان .
فهل نقلع عن هذه العادات والسلوكيات ونكوّن مجتمعاً مسلماً متحاباً مترابطاً ملتزماً بأمر الله وشرعه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلتزاماً لايخدشه ضلالاً ولا بغياً ولا جهلاً .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه/بقيش سليمان الشعباني
‏الخرج ١٤٤٤/٣/١٩ هجرية

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>