مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 24 شوّال 1445هـ

الفجر
04:22 ص
الشروق
05:46 ص
الظهر
12:19 م
العصر
03:46 م
المغرب
06:52 م
العشاء
08:22 م
المشاهدات : 67525
التعليقات: 0

((الارتياح النفسي والبدني))

((الارتياح النفسي والبدني))
https://www.alshaamal.com/?p=219969

الارتياح من مقومات حياة الإنسان ومما يضفي عليها جمالها ورونقها ولذاتها ونشاطها وديمومة استقرارها واستقامتها توفرعوامل الارتياح النفسي والبدني وكل منهما مرتبط بالاخر لاينفك عنه ومن البديهي عدم أرتياح الجسد مع وجود اي اضطرابات اوأختلاجات نفسية وكذلك لاراحة نفسية مع وجود خلل عضوي أوعرض اومرض أوألم أو وجع جسدي فالبدن يتألم للنفس والنفس تتألم له وكلاهما يساهمان في فقدان الارتياح ولكل منهما أسبابه ومسبباته الظاهرة المعلومة أوالباطنة المجهولة فماهي الأسباب ياترى وهل منها فكاك وإن لم يكن فهل من حكيم يعالج السبب والعرض والمرض ويعيد النفس إلى راحتها والبدن إلى قوته وبالتالي الانسان الي الارتياح النفسي والبدني ومن ثم العيش بسلام والاستفادةمن الحياة على اكمل وجه؟

أما اسباب عدم الارتياح النفسي وضمناً عدم الارتياح البدني فأكثر من أن تحصى وأبعد من أن يحدد كنهها فإما ان تكون بغير سبب واضح وهذه ربما تنتهي مع إعادة الثقة بالنفس والصبر والاخذ بالاسباب المتاحة للتغلب عليها وإما ان تكون بسبب الإنسان نفسه وتعامله الخاطيء مع محيطه وتعاطيه مع الظروف الطارئة الغير مألوفة عنده وهذه أيضاً إذا حزم امره وأحسن التعامل معها ومسايرتهاوالصبرعليها فتتحول الي عادية يتعايش معها ويكون تأثيرها على حياته محدود .
ومن الأسباب التي ربما تكون الاشرس تأثيراً في الاضطراب النفسي هي الأسباب الاسرية
النابعة من داخل البيت ومماحوله من مشاكل ومشاكسات ومناكفات وخلافات لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح ولم يؤتى على أساسها أو تم التعامل معها بضعف وخنوع قاتل من قبل قيّم الأسرة وماسك زمام القيادةالاسرية ومن هنا يعصف الضعف والهوان بالنفس فتبدأ تتأكل وتضطرب حتى تخترق البدن وتوهنه وربما تأتي على الأسرة كلها حتى تصبح شذر مذر عالة على أنفسهم وعلى المجتمع ، وللعقوق وقطيعة الرحم والاستقواءعلى الضعفاءمن الأقارب والايتام والفقراء والمساكين أثر نفسي سلبي موجع معلوم ومشاهد .
ومن الأسباب الخوف الغير مبررمن المستقبل
ومن الفقر والمرض والموت وهذه بحد ذاتها إضطراب ومرض نفسي قائم بذاته .
وهناك اسباب عقائدية ودينية من شكوك واوهام ربما تؤدي الي فقدان التركيز وتشتيت التفكير وبالتالي السير الى غياهب المجهول حتى النهاية المؤلمة .
وسبب آخرسببته معطيات العصر واختراعاته وتعامل حثالة المجتمعات وجشعهم في إتخاذ المؤثرات العقلية والمخدرات سبباً لثرائهم الفاحش على حساب من استهدفوهم
بهذه الآفة المذهبة للعقل والمؤهنة للجسد وما النفس الا عقل وجسد فإذا اصيبا بمقتل أصيبت النفس بالمرض العضال وبالنهاية الحتمية المؤلمة .
كما أن الظلم والقهر والاستعباد والاستبداد وأكل أموال الناس بالباطل بالمماطلةوالكذب والتدليس والمرواغة والتزوير وقول الزور وقلب الحقائق والقذف والتهم الباطلة كل هذه لها أثار نفسية مدمرة بشكل أوبأخر .
ولا ننسى أثر ضعف الايمان بالله تعالى وعدم القيام بالواجبات الدينيةكما ينبغي
وعدم تأدية الحقوق لأصحابها وتأثير ذلك على النفس والاحساس بعدم الراحة النفسية
وهناك مسببات أخرى معلومة ولايتسع المجال لذكرها .
والمرض النفسي والروحي والجسدي داء ولا يوجد داء الا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله الا داء واحد فليس له دواء وهو الحماقة وهي نوع من الاضطراب النفسي وقد قيل فيها شعراً :
لكل داء دواء يستطب به
الا الحماقة أعيت من يداويها
وهل يوجد أحمق ممن دمّر دينه ونفسه وبدنه بحماقاته وتصرفاته السلبية ورعونته وحسده وحقده وغمط الناس والاستعلاء عليهم ومنعهم حقوقهم مما سبب له اوسيسبب له فقدان الراحةالنفسيةوالاحساس بالاضطراب النفسي لامحالة فقد سعى إليه بنفسه .
أما عن العلاج الممكن والناجع لمرض فقدان الراحة النفسية ومايتبعه من وهن بدني فبتقوى الله تعالى تطيب النفس وبذكره يطمئن القلب وبالعمل الصالح ينشرح الصدر وبفعل الخير والبر والصدقة والصلة تحلو الحياةوبتأديةحقوق الناس الماديةوالمعنوية تتخلص من الكدر والهموم والغموم ثم بترك مالا يعنيك والعمل بمايرضي الله تعالى عنك ويرضيك ، وجامع ذلك كله القيام بإبرام عقد مصالحة مع نفسك وأتفاقية سلام طويلة الأمد وإن إستطعت فاجعل الاتفاقية مدى الحياة واجعل من بنودها مايلي : عدم حمل حقد على أحد/عدم كراهية أحد/ أعطاء كل ذي حق حقه / العفو عن من أساء إليك /لاتنظر لمن هو يفوقك بالصحة والرزق بل أنظر لمن هو اقل منك / لاتتحسر على شيء فقدته إنسى مافات /لاتكثر على نفسك اللوم على أشياء لاتستحق الوقوف عندها /لاتدخل نفسك في مهاترات ومشاكسات ومناكفات وعداوات لاطائل تحتها / كن في السليم دائماً /لاتقارن نفسك بالآخرين ولا تقارنهم بنفسك فلكل ٍ ظروفه/ لاتنتظر الثناء من أحد ولا تثني على من لايستحق الثناء /قل الحق ولو على نفسك أوأقرب الناس إليك / كن متفائلاً دائماً متوقعاً حدوث كل شيء جميل فبالتفاؤل والأمل راحة نفسية مغبون فيها كثير من الناس .
هذا والله أعلى وأعلم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه/بقيش سليمان الشعباني
‏الخرج ١٤٤٤/١١/١٧ هجرية

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>