مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 24 شوّال 1445هـ

الفجر
04:21 ص
الشروق
05:45 ص
الظهر
12:19 م
العصر
03:46 م
المغرب
06:52 م
العشاء
08:22 م
المشاهدات : 30733
التعليقات: 0

((كيف رأيتُ الحياة))

((كيف رأيتُ الحياة))
https://www.alshaamal.com/?p=249960

بسم الله الرحمن الرحيم
تختلف الحياة من شخص لآخر في بدايتها وسيرها ورؤيتها وظروفها وحلوها ومرها وخيرها وشرها وسعادتها وشقاءها ويسرها وعسرها وغناها وفقرها فلايكاد يتماثل اثنان من البشر في حياتهما حتى ولو كانا اخوين لأم واب هكذا خلق الله تعالى الإنسان منذ كان جنينا في بطن أمه حتى صرخ صرخة الخروج للحياة ثم ترعرع في أطوارها المختلفة رضيعا فطفلا ويافعا وشابا ورجلا وكهلا ثم النهاية الحتمية لكل مخلوق بعد إستكمال ماكتب له من رزق وعمر .
وعلى أساس إختلاف سير وظروف الحياة فسأكتب عن المعاناة وليس نقيضها وربما يأتي للنقيض مجال للكتابة عنه في قصة اخرى في قابل الايام إن شاءالله تعالى فإليكم قصة معاناة أسرة عانت مر الحياة وشظف العيش وقلة ذات اليد وذلك قبل ان يعم الخير وينعم أهل هذه البلاد بماهم فيه الان من رغد عيش وحياة هنية وسعة رزق بفضل الله تعالى ثم بفضل القيادة الحكيمةلأسرة كريمة (آل سعود) التي حباها الله من فضله لتقود هذه البلاد وشعبها الى مقدمة ركب الامم في كل مجالات الحياة ، والقصة توضح تقلب الحياة بين القساوة واللين لإسرة من أهل هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية كمثال لذلك الاختلاف في الحياة وتقلباتها علماً بأن بداية الحكاية قد مضى عليها مايربو على نيف وسبعين عاماً من الزمان قبل أن تزدهر الحياة بهذه البلاد ويطيب العيش ويعم الرخاء وتنقشع غيمة الفقر والعوز .
فتلك الأسرة الصغيرة مكونة من اب وأم وثلاثة أطفال كانوا بدو رحّل في ظروف معيشية صعبة وقاسية يتبعون آثار المطر ومنابت العشب ومواقع الشجرللحفاظ على مالديهم من مواشي رغم قلتها الا إنها عندهم كثيرة مهما قلت وموجودة ولو إضمحلت ، فالاب يسعى ويكدح ويحاول ويسدد ويقارب ولكن لاينجح في كثير من الاحيان فصعوبة الحصول على المراد حاضرة وأسباب الكسب معدومة تقريباً والعين بصيرة واليد قصيرة ولاحول لهم ولاقوة لتغيير شيء مماهم فيه من عوز وقلة ذات اليد ورأس المال لايكاد يعدو بيت صغير من الشعر وقليل من وسائل الاكل والشرب واوعية بدائية للطبخ وما شابه وعشرة رؤس من الغنم لاحادي لهن وراحلة واحدة من الابل في أزمة خانقة يعاني منها الكثير من الناس في ذلك الزمان ، وقد كفاني رب تلك الاسرة رحمه الله تعالى عن كثير من الكلام والاسهاب في شرح معاناتهم بأبيات من الشعر الشعبي يخاطب بها زوجته التي تقاسي معه ظروف الحياةوشظف العيش ويصف حالتهم المادية والمعيشية وكيف انهم لايستطيعون تغيير شيء مماهم فيه وحسبهم التوكل على الله حق التوكل ويرجون انفراجاً يأتي به الله سبحانه وتعالى ويطمئنها بأن الحال بتدبير الله سبحانه وستتحسن وتزين إن شاء الله تعالى فيقول :

قومي سوي للغنم صيره(١)
لوهن عشر مالهن حادي
السدي(٢) شوفي مساعيره
ترى لبنهن ،،،،،، لنا زادي
حال ٍ على الله تدابيره
تزين يا بنت الاجوادي
ربعي تقافت مظاهيره(٣)
وانا تقل حاشي ٍ غادي
سلافهم ما ركب عيره
يركب على نطع وشدادي(٤)
لأهل الغنم شبوا النيره
تسمع تصاويت ومنادي
حتى جبر راح مع ضيره
متولع ٍ ب أبن حمادي

وبتقدير الله تعالى توفي الاب وكان أكبر الاطفال عند موته بنت لاتتجاوز سن السادسة من العمر والثاني ولد في حدود السنة الثالثة من عمره ثم بنت رضيعة ولهم عم أصغر من ابيهم ولكن حاله كحالهم من حيث قلة ماباليد وانعدام الموارد الا انه تزوج أمهم ارملة أخيه بعد ممانعة منها ولكنها رضخت للأمر الواقع ليعول أبناء اخيه وهم تحت رعاية أمهم ثم أن هذه الاسرة بعد وقت من الزمن هجرت الترحال واستقرت في احدى القرى وذهب العم وزوج الام ليلتحق بالسلك العسكري ليقوم بالصرف على أسرته وهذا ماحدث بالفعل واتفق ذلك مع أفتتاح مدرسة أبتدائية بتلك القرية في بداية الثمانينات الهجرية فألتحق بها الابن ضمن ابناء القرية حتى أنهى المرحلة الابتدائية ثم أنتقل الي المدينة التابعة لها القرية ليدرس المرحلتين المتوسطة والثانوية وينهيهما في بداية التسعينات الهجرية ثم ينتقل الي العاصمة الرياض ليلتحق بالجامعة لعدم وجود جامعة في المدينة التي ارتحل منها في ذلك الوقت
وفي نفس الوقت التحق بمعهد الادارةالعامة لدراسة دبلوم بالدراسات الادارية لمدة سنتين وتخرج والتحق بوظيفة بإحدى المؤسسات الحكومية وأكمل دراستة بالجامعة حتى حصل على الشهادة الجامعية وكان عندما التحق بالمرحلة المتوسطة يحصل على مكافأة من المدرسة مما جعله يساهم في رفع بعض المعانات عن اسرته التي لاتزال تعاني كما كانت مع بعض التحسن المادي الملموس ثم إن هذا الشاب تزوج وكون اسرة من رحم المعاناة بعون الله وكذلك أخواته تزوجن وانجبن وأنتشرت مكونات تلك الاسرة الصغيرة الفقيرة وكونت أسراً تعد طبعاً لبنات في صرح المجتمع السعودي كغيرها من الاسر الكريمة التي يتكون منها المجتمع في هذا الوطن المبارك المعطاء المملكة العربية السعودية .
ونستشف مما سبق قوله بأن الفقر غالباً ليس عيباً وليس داءً لايستطب منه بل هو حالة إجتماعية تمر على الكثير من الناس في كل زمان ومكان ، يخرج من كنفه البعض (أعني الفقر) بالاجتهاد والعزيمة ويستمر البعض في عشقه وعشرته المستديمة ، مع أن فراقه هو وكنفه انتصار وغنيمة واستمراره هو وعشرته هزيمة وخيمة وفي حق النفس والاسرة والمجتمع جريمة هذاأذا لم يسعى للكسب وكسر حلقات الفقر بجهد مدروس وطريقة سليمة .
إنما يكون عيباً وداءً عضال لمن استسلم له واقتنع به ولم يسعى في مناكب الارض ودروب الرجالةوالاخذبالاسباب وسلوك طرق الاكتساب ولايعيقه كذب السراب فما من سراب الا وتحته تراب ومامن رزق الا وله عدة أبواب يطرقها الشيب والشباب ويحتويها كتاب مكتوب فيه الرزق لايخفى على أولي الالباب يشتمل على سؤال وجواب ومن كان جوابه للسؤال صواب فهذا من كسب الرهان وخرج من الهوان الى بر الامان و العزة وعلو المكان وخلع لباس العوز والفاقة وأستبدله بلباس الجدة والأناقة وخرج من محيط رفاقه السادرون في كنف الامنيات التي لاتأتي بما ليس آت ولاتعيد شيء فات وربما تستمر أحوالهم على وضعها حتى الممات

وهذه هي النتيجةأيها السادة بين العمل والإتكال والاحجام والنزال والقوة وضعف الحال وكل شيء بتدبير الله الكبير المتعال
والحمدلله رب العالمين ذي الجلال والصلاة والسلام على نبينا محمد والصحب والآل .

كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج/ ١٤٤٥/٨/٨هجري

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>