مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 25 شوّال 1445هـ

الفجر
04:20 ص
الشروق
05:44 ص
الظهر
12:18 م
العصر
03:45 م
المغرب
06:53 م
العشاء
08:23 م
المشاهدات : 53655
التعليقات: 3

((عداوات وأعداء))

((عداوات وأعداء))
https://www.alshaamal.com/?p=255352

بسم الله الرحمن الرحيم
العداوة خلق شرس قاسي جدا يتكون من قطبين أو أكثر وتعدد معانيها واسماءها ومترادفاتها وأسبابها لذلك قد يكون حصرها من الصعوبة بمكان تماماً مثل الاعداء الذين يصعب حصرهم او معرفة كنه عداواتهم واسبابها أحياناً وفي الغالب يعرف الاعداء أنفسهم الاسباب والمسببات للعداوات فيما بينهم فهي في قاموسهم لاتحتاج بحث يدوي ولاتحريك باحث مساعد في جهاز حاسوب مليء بمعاني كلمات معربة وغير معربة كتلك الكلمة (عدو) المشهورة منذ الازل وتعرفها جميع الامم من البشر اومن الأمم التي تتكون من الكائنات الحية فهي أمم كأمثال البشر وكل لكل عدو الا ماندر فسبحان الخالق الحكيم .
ولن أتطرق في هذا المبحث للعداوات في الدار الأخرةوهي مسلم بها بمحكم التنزيل كما جاء في الاية الكريمة قال الله تعالى(الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا الا المتقين) الاية
ولا لعداوات الدول والكيانات السياسية فيما بينها فهذه لهاأسباب مختلفة عمانحن بصدده وتحتاج الي مبحث آخر .
والعداوات بين البشر في الدنيا إما ان تكون معنوية اوحسية وأقرب ماتكون على النحو الأتي :

العداوة المعنوية وتعني : مايكابده الانسان من محيطه النفسي الشخصي المعنوي ممايدور بين جنبيه من خواطر مؤلمة لايستطيع التحرزمنها بسبب عداوة الشيطان وعداوةالهوى وعداوةالنفس له فمن كان أعداؤه هؤلاء فقد وقع في أخطر العداوات وأشدها وطأة وأبلغها ضرراً وأطولها مراساً وأصعبها في اللقاء فمن يلاقي ياترى ؟ يلاقي نفسه وهواه بحرب شرسة ضروس فإما أن يكون فارس الفرسان لينتصر على ألد الاعداء الهوى والنفس وإما ان يكون ضعيفاً يقاد بلجام وخطام وعند ذلك تكون النهاية وسوء المصير من قبل نفسه وهواه وهما في هذه الحالة من يأتيانه من امامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ويغتالانه من تحته وبالطبع الشيطان هو المحرك الرئيسي للهوى والنفس ضده إذ تعتبر الخصومه معه ثالثة الاثافي ، تلك الخصومة الشرسة مع أعدى الاعداء لجنس الانسان حتى وقبل أن يسكن الارض فهو عدو أبو البشر آدم عليه السلام الذي أخرجه من الجنة وتعهد بإغواء ذريته وكلنا يعني الاعباد الله المخلَصين ، فإما ان نكون ممن انتصر عليهم إبليس وبر بقسمه وإما ان نكون ممن لم يجد سبيلا لغوايتهم وإضلالهم فنجحوا وافلحوا بكبح جماح النفس ولجم الهوى وعصيان الشيطان وهي الشجاعةالحقيقية التي بنتائجها الحاضرة والمنظورة تتفوق على شجاعة البطل المغوار شديد الصرعةالمدجج بالسلاح الصارم في ساحات القتال .

وأما العداوةالحسية فتعني : العداوة المحسوسة الملموسةمن قبل الخصوم من البشر وتتمثل بالتجاوز والتعدي والكره والتباغض والحقد والضغينة والخصام وتنافر القلوب وتباعد النفوس وعدم القبول والتنافس الغير شريف والكيد وإلحاق الضرر بالغير والتحدي والشقاق والقطيعة والظلم وسلب الحقوق وغير ذلك من الاخلاق العدائية الممقوتة عرفاً وشرعاً .

والأعداء كذلك كثر في عددهم وفي أشكال عداواتهم وتنوعها : فهناك أعداء من الأقارب من الدرجة الاولى كالزوجات والأبناء قال الله تعالى(ياأيها الذين أمنوا إن من ازواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم) الاية والعداوة هنا ليست عداوة الشخص لذاته ولكن عداوته بفعله وتعامله بأن يمنعه من حرية التصرف فيما ينفعه في دينه ودنياه ومن طاعة الله تعالى كأن يمنعه من الجهاداو الصدقة اوصلة الارحام او الكرم وما الي ذلك من الطاعات والقربات والصلات والصفات الاخلاقية الحميدة .
وأما عداوة الشخص لذاته فهذه تكون كذلك من الاقارب ومن غيرهم وتكون أحياناً لأتفه الاسباب ولخلافات لاتخطر على بال أحد وبعضها تكون لأسباب قوية واضحة وجلية وجميعها تسبب التباغض والضغينة وقطع الارحام وربما العقوق المميت حقاً وقطع ما أمر الله به أن يوصل وأحيانا تخلف عواقب وخيمة للجميع كان بالإمكان تلافيها والفكاك منها في حال التفكير والتروي وتحكيم العقل ويبرز في مقدمة اسباب هذه العداوات المال وما ادراك ما المال من تجارة او عقار اوشراكة اودين او حتى ميراث وما يتبع ذلك من مماطلة اوجحود ، إذاً المال سيد الخلافات المجتمعية وممزق أواصر القربى ومنتهك حرماتها بين ظالم ومظلوم وكليهما في نظر نفسه صاحب حق حتى ولوكان غير ذلك فالظالم يتحجج بأوهن الحجج لادراك مبتغاه معتمدا على حججه التي اقنع نفسه بها واقنعه شيطانه بأنها تعطيه الأمل بأنه صاحب حق ومن المعيب ان يُغلب عليه اويتنازل عنه مكابرة وطمع وكلاهما مفسدة متبعة وهوى مطاع وأنتصار للنفس بغير حق .

والمظلوم يتشبث بحقه ويرد الحجة الماكرة بحجة صادقة ووثائق معتبرة ولكن هيهات تنتفخ الاوداج وتتورم البلاعيم وتتأزم الامور فتحصل العدوات وتتكسر مجاديف الحق مؤقتاً ويهتبل الباطل الفرصة وتتسع الفجوة في العلاقات ويعز على جميع الأطراف كظم الغيظ والعفو والاحسان في مابينهم تلك الصفاةالتي لو
استطاعوها لهدأةالعاصفةواطمأنواواسترجعوا وحوقلوا وتذكروا الرحم والقرابة والتقوى وحسن الخلق التي هي ارجى مايدخل الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم جوابالمن سأله عن مايدخل الرجل الجنة فقال(تقوى الله وحسن الخلق) اوكما قال صلى الله عليه وسلم .

وعداوات أخرى كأن يبغض شخص شخص آخر ويكرهه من غير ما سبب وقد تكون من طرف واحد دون علم الطرف الاخر أوأنه يعلم ولا يوحي بأنه يعلم وربما يخلق الانسان هذه العداوات لنفسه بنفسه بسوء نية اوبحسن نية شعر بذلك اولم يشعر وهذه تكون ذات شقين :

فإماان يكون بسبب دينه وإستقامته اوكرمه وجوده وتخلقه بأخلاق حسنة وصاحب مواقف محمودة يحسده عليها اعداء الفضيلة وفاقدوا الصفات الحميدة فيناصبونه عداء مبطن من طرف واحد حسداًمن عند انفسهم فيعملون ما يستطيعون من تشويه سمعته والتبلي والتجني عليه بأكاذيب يرون أنها تروي غليلهم وتنفس مافي صدورهم من حنق وحسد مع أن حسدهم يشتعل نارا في قلوبهم والمحسود سليما معافا مطمئن وقد أنطبق عليهم قول الشاعر العباسي في بيت شعر من قصيدة له :
لله در الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه ،،،، فقتله

وإماتكون صفاته عكس صفات من سبق تماماً فيختلق له أعداءً بتعمد الاساءة الي الاخرين والتطاول والتكبر عليهم او إزدراءهم والتنقص منهم اوتحقيرهم او القول فيهم بماليس فيهم ممايعيبهم او الإضرار بهم وبأهليهم واموالهم واملاكهم ومكتسباتهم وماالى ذلك مما يوغر صدورهم ويذهب ألبابهم فيحقدون عليه ويعتبرونه عدوهم المبين .

ومن هنا فالعداء ازلي وقديم جدا سواء بين الانس والجن اوبين الانس أنفسهم حيث بدأت العداوة بين آدم عليه السلام وابليس الملعون وكذلك بين ابني آدم عندا قتل أحدهما الاخر ومستمر وسرمدي ولن ينتهي حتى النهاية الكبرى التي يعلمها الله تعالى وحده وهي قيام الساعة .
ومع هذا كله فالشريعة الاسلامية الحنيفية تمقت العداوات وتدينها وتنهى عنها وتحث على حسن الخلق والتسامح والتغاضي والتجاهل لكل مايسبب الفرقة والتباغض والتناحروكل مايؤثر على الاخوة في الدين وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
(المسلم اخو المسلم لايظلمه ولايُسلمه) الحديث ومعنى لايسلمه لايخذله .
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر مانهى الله عنه) الحديث .

وللشيطان اليد الطولى في كل ماسبق لخلق العداوة بين المسلمين قال الله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)الاية
وغير هذه الاية الكريمة الكتير من النصوص الشرعية في هذا الباب
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٥/٩/٢١هه

التعليقات (٣) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

  1. ٣
    زائر

    وفقنا الله وياكم لكل خير ❤️

  2. ٢
    زائر

    كلام جميلا الشعباني

  3. ١
    زائر

    كلام حكيم

    يابو سليمان